الرقابة والشيخ الشعراوي الصدفة وحدها هي التي قادت المخرج عبدالعزيز عمران بالبرامج الدينية بالتليفزيون المصري الي أنه كانت هناك رقابة صارمة علي أحاديث فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وخواطره عن القرآن الكريم, وذلك عندما عهد اليه البحث عن أصل حلقة' الثائر الحق', وبعد أن وجدها, عهد اليه الإستماع الي حلقات الشيخ الشعراوي وإنتقاء ما يتناول فيها موضوعات تمس ما يجري في مصر حاليا من أحداث بعد الثورة لإذاعتها, فوجد أنه في عهد وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف كانت هذه الخواطر تخضع لرقابة صارمة ويتم حذف أي تعليقات أو تفسيرات تمس القبط أو اليهود, وذلك طبقا لتأشيرة رئيس مجلس الأمناء وقتها. ورغم أن هذه التفسيرات لم تكن لتسيء لهم, بل كانت تفسر معني كلمة' قبطي' أو علاقتهم ببني إسرائيل. بل ووصل الأمر بالرقابة أن كانت تحذف بعض خواطر الشعراوي حول الفساد عندما فسر قوله تعالي من سورة الشعراء' ولاتعثوا في الأرض مفسدين', وكيف أن بطانة الحاكم( أي حاكم) يمكن أن تكون هي سبب الفساد بدون علمه, وغيرها الكثير. وقد بذل المخرج كثيرا من الجهود لإعادة بعض هذه المحذوفات, إلا أن الأمر يحتاج الي جهود أكبر من طاقته من ناحية, والي موافقات من المسئولين عن التليفزيون المصري. فلم يكن أحد يتصور أن تخضع خواطر فضيلة الشيخ الشعراوي لهذه الرقابة المشددة, ويتم حذف الكثير منها, وللأسف فقد طال الحذف جميع النسخ الموجودة في التليفزيون, أي التي تذاع, أو يسوقها القطاع الإقتصادي للقنوات التليفزيونية الأخري, أو يبيعها صوت القاهرة للجمهور. ولذلك أرجو من وزير الإعلام أن يوافق علي إذاعة حلقات فضيلة الشيخ الشعراوي كما هي بدون محذوفات, وخاصة أننا في عصر القنوات المفتوحة, وعصر الإنترنت ولم يعد هناك شئ يمكن إخفاؤه. فما تمنعه لديك يمكن أن يبثه الآخرون. المزيد من أعمدة جمال نافع