عندما يلجأ رئيس مجلس الوزراء الي المحكمة الدستورية العليا طالبا تفسير وتوضيح الوضع القانوني في مدي أحقية المرأة في التعيين بالوظائف القضائية بمجلس الدولة , فإن الرجل يستعمل حقه القانوني في اللجوء إلي أكبر سلطة قانونية في الدولة, من أجل إيجاد حل لمشكلة في المجتمع هو مسئول عن حلها باعتباره رئيس السلطة التنفيذية. وعندما يسلك رئيس مجلس الوزراء هذا الطريق القانوني والدستوري, فلا يمكن ان يخطر ببال أحد أنه يقصد بهذا المسلك' الوقيعة' بين المحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة. ولذلك يكون من الغريب جدا ان تعتبر الأمانة العامة للجمعية العمومية الطارئة لمستشاري مجلس الدولة( في جلستها الأخيرة) ان هذا المسلك يعتبر' استعداء' لجهة قضائية( المحكمة الدستورية) ضد جهة قضائية أخري( مجلس الدولة)!.. الي هذا الحد وصلت الحساسية!.. لكننا نقول بهدوء.. إنه لا أحد فوق القانون والدليل علي ذلك أنه حتي الاحكام القضائية التي يصدرها القضاة أنفسهم قابلة للطعن والاستئناف بشأنها أمام قضاة آخرين. والمعني انه لا يوجد رأي نهائي وأخير طالما ان التعامل مع البشر. والغريب أيضا في هذا الموضوع موضوع الساعة ان كبار القانونيين يؤكدون ان قانون مجلس الدولة لم ينص علي أي اختصاص للجمعية العمومية لمجلس الدولة بشأن تعيين المرأة بالوظائف القضائية بالمجلس, كذلك فإن قرار المجلس الخاص( بمجلس الدولة) في شهر فبراير الماضي بإرجاء تعيين المرأة لا يجوز أن ينال من القرار الصادر من نفس هذا المجلس في2009/8/24( بالموافقة علي تعيين قاضيات في مجلس الدولة).. لأن القرار الأخير أصبح محصنا ضد السحب الاداري أو الالغاء القضائي, بعد مرور60 يوما علي صدوره, ويكون قائما قانونا ومنتجا لآثاره في ترتيب مراكز وحقوق قانونية لا يمكن تجاهلها تجاه خريجات كليات الحقوق بشأن تعيينهن في مجلس الدولة. لا يبقي بعد ذلك إلا القول: ان النساء قادمات قادمات.. في مصر وفي كل مكان.. وفي كل المواقع, ربما المنصب الوحيد الذي سيتأخر الحسم بشأنه, في بعض الدول الاسلامية, هو منصب' رئيس الدولة' وهل يجوز للمرأة شغل هذا المنصب.. أم يظل محجوزا ل' سي السيد'؟..