نضيق كثيرا ونتحدث أكثر عن الإنفلات الأمني, ولا نتحدث مطلقا عن الانفلات الإعلامي والإعلاني, برغم أنه انفلات أشدخطرا وخطورة علي الدوام, وبصفة خاصة في أعقاب ثورة لم تكتمل بعد. والإنفلات الإعلامي يتمثل في برامج التوك شو التي تدور في فلك مجموعة تدعي أنها وحدها التي أشعلت الثورة وحمتها وأسقطت النظام حبا في مصر, وهي وحدها التي تدرك الأمور وتحلل الأوضاع وتحكم علي المواقف.. والحقيقة أنها تنطلق من مصالح خاصة دون مراعاة صالح الوطن, أصحاب المصالح الخاصة أطراف كثيرة كانت موجودة بلا فاعلية وتريد الآن أن تكون فاعلة (الأحزاب السياسية) وأحزاب جديدة لم تقم علاقة شعبية بعد, وتريد وقتا كافيا للتواصل علي حساب سرعة نقل السلطة, وجماعات كانت موجودة برغم الحظر وتحولت الي أحزاب تعتمد علي الدين للتأثير في الناس الطيبين, ولأنها منظمة ومستعدة تريد انتخابات عاجلة قبل أن تنظم الأطياف الأخري صفوفها, وفلول الحزب اللاوطني المنحل وأبرزهم المترشحون لمجلسي الشعب والشوري في دورتي 2005 2010, سواء نجحوا أو رسبوا.. ومن الفلول أيضا إعلاميون وكتاب وفنانون ورياضيون لا ندري بأي وجه يظهرون وبأي أسماء يكتبون! أما الثوار الحقيقيون وهم الثوار الأوائل فقد أنجزوا ما آمنوا به دون أي مصلحة, ولم يطمعوا في شئ بعد ذلك, وآثروا العودة الي حياتهم وأعمالهم من أجل الصالح العام.. هذه الخريطة المتشابكة لا يراها الإعلام بوضوح اذا افترضنا حسن النية وبالتالي تتسلل الأطياف والأطراف ويحدث ما يمكن تسميته بالإنفلات الإعلامي الذي يثير الناس ويشتت أفكارهم ويزعزع ثقتهم ويستفز المسئولين ويعوق مسيرتهم. أما الإنفلات الإعلاني فيتمثل في الكلمات السوقية والاستظراف مثليالهوي عن جهاز الإنذار, ومات مان بدلا من بات مان,, الإنفلات الإعلامي والإعلاني لا يحتاج الي قوانين ولكنه يحتاج الي توعية وربما الي لجان شعبية أيضا! المزيد من مقالات فتحى العشرى