حالة من الحزن يعيشها أهالي أوسيم بالجيزة نتيجة لحادث الغرق المأساوي الذي ذهب ضحيته الدكتور فتحي المحجوبي وكيل أول مستشفي أوسيم المركزي, وذلك خلال توجهه لعمله عقب استدعائه بعد منتصف الليل لإنقاذ مريضة تحتاج لجراحة عاجلة. المأساة التي يتجرع مرارتها أسرة وأقارب وزملاء الطبيب الذي تتسم سيرته بالسمعة الطيبة والخلق الرفيع والتفاني في العمل تتمثل في عدم التوصل الي جثته بعد تعرضه لحادث غرفة بسيارته بترعة المنصورية في منطقة الصليبة قرية عبدالصمد حيث نجح الأهالي في انتشال السيارة ولكن بدون جثة الغريق. ملابسات الحادث ترجع وقائعها إلي مساء الخميس قبل الماضي في الثانية عشرة مساء حيث كان الطبيب في منزله بعد عودته من العمل عصرا ليقضي بقية يومه وسط زوجته والأولاد وهم بنت طبيبة صيدلية وولدان أحدهما بكلية الطب والثاني في الدراسة الثانوية حيث اتصل به الدكتور محمد خيري طبيب النساء والولادة بالمستشفي للحضور لإجراء التخدير لمريضة تحتاج جراحة لولادة قيصرية وتعاني آلاما مبرحة. وعلي الفور استقل الدكتور فتحي سيارته للذهاب للمستشفي وفي أثناء سيره علي طريق ترعة المنصورية ذلك الطريق الذي يعج بالظلام وغير الممهد للسير حاول تفادي حفرة اختلت عجلة القيادة فانحرفت السيارة لتسقط في الترعة. ويقول الدكتور خيري: عندما تأخر الدكتور فتحي في الوصول للمستشفي وذلك علي غير المعتاد حدثته علي الهاتف المحمول فلم يرد. وهنا ساورني الشك بأنه قد يكون قد تعرض لأذي من بلطجية في الطريق خاصة أنها ساعة متأخرة والطريق مظلم فاتجهت بسيارتي للطريق وعند مجري الترعة رأيت تجمعا من الأهالي وعندالسؤال أخبروني بسقوط السيارة وبها شخص بالترعة وأن السيارة سوداء, وعلي الفور تأكدت أنه الدكتور فتحي. وقال عدد من الأهالي الذين شهدوا وقت وقوع الحادث عند سماعهم صوت السقوط المدوي بإنهم أسرعوا بخلع ملابسهم وربطوها علي هيئة حبل لإنقاذه وهو يستغيث إلا أنه لم يتمكن من الإمساك بالحبل وسقط بقاع الترعة التي تمتلئ بمياه الصرف الصحي والمخلفات والقمامة رغم أنها توجد بزمام أراض زراعية. وكما يوضح السيد خليل تليمة الاداري بالمستشفي فإن قرية عبدالصمد بمدينة أوسيم التابعة لمركز المناشي بالجيزة يعيش أهلها في حالة حزن علي غرق ابن من أبنائها المخلصين والمحبوبين في حادث غرق مأساوي من ناحية, كما انهم من ناحية أخري يعيشون حالة سخط وغضب من الاهمال والتراخي من الأجهزة التنفيذية لمحافظة الجيزة برغم الاستغاثات والشكاوي لسرعة العمل علي استخراج الجثة التي ترقد في المياه منذ10 أيام تلك الاستغاثات التي توجهوا بها لقيادات المحافظة بدءا من رئيس المدينة حتي مديرية الري حتي نائب المحافظ بقطاع أكتوبر اللواء أسامة شمعة. وأكد الأهالي أن قوات الانقاذ التي جاءت قد قامت بعمل روتيني بالغوص لمسافة2 متر فقط وعند الاستفسار عن ذلك قالوا نها أوامر ولا نستطيع المجازفة والمغامرة بحياة رجال الانقاذ نظرا لأن المياه ملوثة وعميقة وضحلة نتيجة للمخلفات والقاع فيها طيني غير مستو. من جانبه قال الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة إنه يجري مسح مجري الترعة من خلال الجهود التي كلفت بها مديرية أمن الجيزة ومديرتا الري والصحة للعمل علي سرعة استخراج الجثة الي جانب جهات الانقاذ النهري والاستعانة بمعدات من هيئة النظافة باللوادر والكباشات لإزاحة المخلفات والطمي مع تحديد اتجاه التيار الذي يتسم بالسرعة في هذه المنطقة.