خيبة الأمل في بشار! كان الكثيرون يتصورون أن الرئيس بشار الأسد سوف يلتقط خيط الانتفاضة التي بدأت في تونس ومصر ليبدأ مشروعا للإصلاح السياسي يخطو بسوريا نحو ديمقراطية حقيقية, تكسر احتكار حزب البعث الذي حكم البلاد لأكثر من 60 عاما, استنادا الي الآمال الكبار التي أطلقها بشار في بداية حكمه, وهكذا كان موقف الأمريكيين أيضا, عندما أعلنت وزيرة الخارجية كلينتون أنها تعتقد أن بشار الأسد رئيس إصلاحي سوف يتمكن من استيعاب الأزمة, لكن الرئيس السوري دخل في حالة إنكار كامل للثورة بدعوي أن سوريا حالة خاصة لأنها دولة ممانعة!, رغم أن العالم اجمع يعرف حرصه الشديد علي استمرار الهدوء الكامل في الجولان الذي لايزال محتلا!. ولو أن بشار الأسد أكد للسوريين, أنه عازم بصدق علي إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تكرس احتكار حزب البعث للسلطة باعتباره الحزب القائد, لتغير الموقف في سوريا, حيث تتواصل المظاهرات الحاشدة لثمانية أشهر ليل نهار في جميع المدن السورية ويسقط كل يوم العشرات من القتلي بسبب فظاظة تدخل قوات الجيش والأمن ليرتفع عدد الضحايا الي 2700 شهيد, وتخرج المظاهرات في شوارع المدن السورية تطالب بالحماية الدولية للمدنيين, وتناشد المجتمع المدني وقف المجازر التي تجري في سوريا! غير أن الرئيس بشار الأسد يصم أذنيه عن أن يسمع النصيحة حتي من اقرب حلفائه, تحت ضغوط شقيقه ماهر الذي يقود عمليات القمع وضغوط أسرته التي تحارب في معركتها الأخيرة, وتعتقد أن التراجع يعني الانتحار, وانه لا بديل عن سحق الانتفاضة مهما يكن الثمن فادحا, غير أن زيادة عدد المنشقين من وحدات الجيش الذين رفضوا إطلاق الرصاص علي الشعب السوري وخرجوا عن طوع قياداتهم, ويتجاوز عددهم الآن عشرة آلاف ضابط وجندي يزيد المشكلة تعقيدا ويهدد بتصعيد المواجهات الي حرب أهلية, رغم حرص الشعب السوري علي أن تبقي مظاهراته سلمية ومقاومته الشديدة لمحاولات استدعاء العنف الطائفي, وبسبب إصرار النظام السوري علي سحق الانتفاضة وتدمير المنشقين عن الجيش تتسع دائرة الثورة, ويزداد إصرار الشعب علي إسقاط النظام, وتتوحد كل فصائل المعارضة لتشمل كل ألوان الطيف السياسي في سوريا. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد