المسيرة نحو بناء مجتمع جديد تبدأ بارساء أسس العدالة الاجتماعية دون تمييز أو تفرقة بين المواطنين, وصولا الي تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي وبدون ذلك تعتري المجتمعات توترات واضطرابات, وهذا ماشهدته بلدان عديدة في الآونة الأخيرة. ولعل ابرزها واكثرها صخبا الاضطرابات التي وقعت في بريطانيا واتسمت بعنف غير مقبول غير أن التحليل النهائي لهذه الاضطرابات يثير استياء قطاعات اجتماعية واسعة تأثرت علي نحو سلبي للغاية من جراء برامج التقشف الاقتصادي التي طبقتها حكومة ديفيد كاميرون من أجل سد عجز الموازنة, وقد فاقمت البرامج الاقتصادية التي ألحقت الضرر بالاحتياجات الاساسية للمواطنين من حالة الاستياء الاجتماعي لانها تطبق في الوقت الذي تتزايد فيه الهوه بين الاغنياء والفقراء, بما يشير الي تقلص العدالة الاجتماعية, كما تشهد الهند حركة احتجاج اجتماعي ضد الفساد وهي حركة يتزعمها ناشط اجتماعي اسمه أنا هازاري ويطلقون عليه لقب غاندي الجديد. كما شهدت أسبانيا احتجاجات ضد البطالة ولم تفلت اسرائيل من المظاهرات والاحتجاجات التي تندد بفشل الحكومة في تحقيق العدالة الاجتماعية وعدم قدرتها علي كبح جماح الاسعار, واعتبر الخبراء مظاهرات اسرائيل هذه اكبر مظاهرات احتجاجية علي سياسات الحكومة في التاريخ الاسرائيلي, فقد شارك فيها مايزيد علي ثلاثمائة الف شخص, وهنا تتعين الاشارة الي أن مصر ونخبة المفكرين والمثقفين فيها منذ بداية النهضة الحديثة قد أبدت حرصا شديدا علي بالعدالة الاجتماعية ويتضح ذلك من جهود أعلامها منذ رفاعة الطهطاوي وأحمد لطفي السيد وطه حسين وغيرهم ممن أسهموا في تأكيد ضرورة العدالة الاجتماعية في بناء الوطن وتوطيد استقراره السياسي.