المؤتمر العام الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي انتهت أعماله الأسبوع الماضي حمل الرقم خمسة وخمسين كان مسرحا لكثير من الاحداث التي قد تؤثر علي معطيات المرحلة المقبلة سواء فيما يتعلق بالصراع النووي بين الولاياتالمتحدة وايران او الصراع العربي الاسرائيلي حول الترسانة النووية الإسرائيلية, او فيما يتعلق بالطاقة النووية في مصر وتطورها في المرحلة المقبلة, كانت أبرز نتائجه التي سعت إليها مصر هي وضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته تجاه اسرائيل وفاعلية الدور المصري بعد ثورة25 يناير. وقد شهد هذا المؤتمر حدثا مصريا جديرا بالوقوف أمامه وتحليله من زاوية خاصة وهو فوز مصر الساحق بمقعد مجلس محافظي الوكالة للقارة الافريقية مع تنزانيا لمدة عامين, وأول مكاسب هذا المقعد هو تصدير بواعث القلق والهواجس للكيان الصهيوني بعد زيادة عدد الدول العربية الممثلة في المجلس خلال الفترة المقبلة الي خمس دول هي تونس والامارات والاردن اضافة الي مصر والسعودية. وكان فوز مصر بالمقعد نتيجة النشاط المكثف للوفد المصري الذي شارك في اعمال المؤتمر برئاسة الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة والسفير خالد شمعة مندوب مصر الدائم لدي الاممالمتحدة. كما استطاعت مصر استصدار قرار من الوكالة الذرية يطالب اسرائيل بالانضمام الي معاهدة منع الانتشار النووي وهو طلب طال انتظاره, كما تضمن القرار إخضاع جميع منشآتها النووية للرقابة ونظام الضمانات بعد ان وافق المؤتمر علي مشروع هذا القرار الذي تقدمت به مصر112 دولة ورفضته4 دول فقط. وهو انتصار للدبلوماسية المصرية التي استطاعت انتزاع هذا القرار من الوكالة في ظل المطالبة بمنطقة شرق اوسط خالية من الاسلحة النووية واسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم توقع علي معاهدة حظر الانتشار النووي وهو ما أكدته كلمة مصر في المؤتمر. إلا ان هناك حدثا آخر شهدته أسرة الوكالة الدولية قبيل انعقاد المؤتمر وهو القرار المفاجئ للمجموعة العربية بعدم مناقشة قرار خاص بالترسانة النووية الاسرائيلية خلال فعاليات المؤتمر وقد أشار البعض الي ان هناك بعض الضغوط من أجل عدم مناقشة الملف الاسرائيلي, خاصة بعد ان وافقت المجموعة علي طرحه خلال دورة مجلس الأمناء والمؤتمر العام وهو ما لم يحدث, والهدف من عدم وضع قرار مناقشة ملف القدرات النووية الاسرائيلية في قائمة أعمال المؤتمر هو محاولة عربية لإظهار حسن النية وستحاول الدول العربية الضغط علي الوكالة الذرية من أجل توقيع اسرائيل علي معاهدة حظر الانتشار النووي لتكون منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وهو الموضوع الذي دعت مصر الي عقد مؤتمر بخصوصه العام القادم. وكان أبرز تصريح للوزير حسن يونس أثناء رئاسته للوفد ان اسرائيل تمثل الخطر النووي علي منطقة الشرق الاوسط وتحاول مصر ان تقنع الوكالة الدولية بأن عدم توقيع اسرائيل علي معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية يهدد أمن وسلامة المنطقة باعتبارها الدولة الوحيدة في المنطقة التي ترفض التوقيع بل ترفض إخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية في ظل التأكيدات بإمتلاكها ترسانة نووية تقدر بمائتين من الرؤوس النووية.