علقت صحيفة دي فولكسكرانت الهولندية علي سياسة تركيا تجاه الشرق الأوسط قائلة إنها تسعي من ورائها إلي زيادة نفوذها في المنطقة. وكتبت الصحيفة أنه: يعتري الكثير من الأتراك مشاعر الحنين حيال الماضي المجيد, فاستطلاعات الرأي تظهر أن غالبيتهم يفكرون بطريقة سلبية تجاه الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة, كما أنهم يفضلون التعاون مع دول الشرق الأوسط. ورأت الصحيفة أن الربيع العربي يجعل تحقيق الطموحات( العثمانية الجديدة) أمرا صعبا, فرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تردد فترة طويلة في معارضة الحكام القمعيين في تونس ومصر وسوريا, لكن حكومته تري الآن في الثورات الشعبية فرصة. وذكرت الصحيفة أنه إذا وصلت أحزاب ذات توجهات إسلامية محافظة مثل حزب أردوغان( العدالة والتنمية) إلي السلطة في الدول العربية فإنه من المحتمل أن تستطيع أنقرة توسيع نفوذها بشكل قوي. في الوقت نفسه, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تركيا تعتبر نفسها الإجابة الواضحة علي اللغز الذي يخيم علي ثورات الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن السياسة التركية كانت تتمحور حول قضية واحدة هي قضية جزيرة قبرص المقسمة إلا أنه في الأيام الحالية, ربما أصبح أردوغان الشخصية الأكثر شهرة علي مستوي الشرق الأوسط, كما قام وزير الخارجية التركي أحمد دواوود أوغلو بوضع تصوراته الجديدة هناك, بالإضافة إلي أن المسئولين الأتراك تمكنوا من القيام بما فشلت فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بوضع انفسهم بقوة علي مسار الثورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلي أنه رغم التناثر الفعلي للسياسة التركية الخارجية ووقوعها فريسة لبراثن العثرات هذا العام جراء الأزمات التي يشعر بها المسئولون علي نطاق واسع ورغم أنها تفتقر حتي لعدد كاف من الدبلوماسيين, إلا أنه في وقت تبدو فيه شعوب العالم العربي في تراجع بالنسبة لموقفها من الولاياتالمتحدة, وعدم انسجام مع الموقف الأوروبي وتشهد الأوضاع مع دول مثل إسرائيل وإيران عدم استقرار أو اطمئنان بأي حال من الأحوال, يعرض المسئولون الأتراك رؤي لما قد يظهر جراء الاضطرابات التي تجتاح القارتين ومن ثم وعلي غير المتوقع أصبحت تركيا في قلب هذه الرؤي.