أردوغان متحدثاً في الجامعة العربية B.B.C ما زالت أصداء زيارة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان إلى مصر تستأثر باهتمام العديد من الصحف العالمية الصادرة الأربعاء، فقد أفردت العديد من صحف بريطانيا الصادرة هذا الصباح مساحات كبيرة على صفحاتها لتحليل الزيارة. فقد خصصت صحيفة "الجارديان" تحليلاً لزيارة أردوغان لمصر تحت عنوان "أردوغان يلعب لعبة عالية المخاطر"، وترى الصحيفة أن خطاب أردوغان في القاهرة خدم على نحو رائع سعي تركيا لتصبح لاعبا إقليميا كبيرا في شؤون منطقة الشرق الأوسط، وأن التصفيق والتهليل الذي قوبل بهما خطاب أردوغان يعكس الموقف القوي لأنقرة ضد إسرائيل بعد عقودٍ طويلة من التحالف الوثيق معها وتبنيها وبكل وضوح موقفا نقديا إزاءها بعد مقتل تسعة ناشطين أتراك على يد القوات الصهيونية الخاصة كانوا على متن سفينة مساعدات متوجهة إلى غزة. وأشارت "الجارديان" إلى أن سعي تركيا للقيام بدور إقليمي قوي جاء في ظل شعورها بخيبة أمل وربما بصدمة بسبب تعطيل فرنسا وألمانيا لطموحاتها التي طالما راودتها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وذكرت الصحيفة أن تركيا بصفتها دولة سنّيّة قوية على خلاف إيران الشيعية تُكنّ مشاعر التعاطف مع قضايا المنطقة كما يبدو، وتحظى بإعجاب كبير بسبب مواقف المواجهة مع الكيان الصهيوني على خلاف معظم الدول العربية. ويأمل أردوغان -الذي تشمل جولته أيضا تونس وليبيا- أن يساهم في تعزيز الانتقال الديمقراطي الذي تشهده تلك البلدان وتقوية الفرص التجارية والاستثمارية لبلاده فيها. وأضافت الصحيفة أن حجم التعاملات التجارية لتركيا مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغ 30 مليار دولار أي أنه شكل 27 في المائة من صادراتها. في حين يرى الكاتب الكبير "دانيال واجنر" في مجلة فورين بوليسي أن أردوغان يلعب لعبة عالية المخاطر في الوقت الذي يمكن أن تكون المخاطر أشد". وأنه على المرء أن يتساءل إن كان سعيه ليصبح بطلا في نظر رجل الشارع العربي قد يجلب نتائج عكسية في نهاية المطاف؟ وما هو الثمن الذي سيدفعه؟". وخلص الكاتب قائلا "إن كان على الولاياتالمتحدة أن تختار بين تركيا وإسرائيل، فإنها بطبيعة الحال ستختار إسرائيل". صحيفة الفاينانشال تايمز خصصت بدورها تغطية لزيارة أردوغان لمصر. تقول الصحيفة إن أردوغان حذر في خطاب حماسي بالقاهرة إسرائيل من أنها قد "تدفع ثمنا بسبب عدوانها وجرائمها" في تأكيد جديد على التحول الذي تشهده السياسة الخارجية التركية تجاه إسرائيل ما أثار قلقها ومخاوف لدى الولاياتالمتحدة.
وقالت الصحيفة إن جولة أردوغان في المنطقة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لاستثمار الإعجاب الشعبي العربي بشخصه بصفته يتبنى مواقف أكثر تشددا حيال إسرائيل مقارنة مع قادة عرب آخرين في المنطقة. لكن تصدع العلاقات التركية الإسرائيلية يثير قلقا بالغا لدى واشنطن التي تنظر إلى البلدين على أنهما يمثلان حليفين مقربين منها. وترى الصحيفة أن جولة أردوغان التي ستشمل تونس وليبيا أيضا ستبرز صورة تركيا بصفتها دولة لا تتردد في دعم الربيع العربي. وفي هذا السياق، يقول أحد المسئولين الأتراك "سيلقي رئيس الوزراء الرسالة ذاتها في هذه البلدان الثلاثة: ندعم الثورات الشعبية ونقف مستعدين لمساعدتها في تحقيق أهدافها وجلب الأمن والاستقرار". وخلصت الصحيفة إلى أن العاطفة الدينية لأردوغان والتجربة الديمقراطية التركية والنجاح الاقتصادي الذي حققته أنقرة (حققت تركيا معدل نمو وصل إلى 8.8 في المائة خلال الربع الثاني من السنة الجارية) جعلت من هذا البلد نموذجا يحتذي من قبل باقي دول المنطقة.