صفعة أردوغانية للتخلف وجه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي خلال زيارته لمصر صفعة قوية للتخلف والتحجر والانغلاق في محاولة لإضاءة الطريق الذي سارت عليه تركيا خلال العقود الماضية الي أن أصبحت القوة الاقتصادية رقم 14 في العالم والدولة الثالثة في ارتفاع معدلات نمو الناتج القومي سنويا بعد الصين والبرازيل. واختار الرجل أن تكون الصفعة علي قفا التخلف الغليظ العريض السميك الجلد, وأن تتم علنا علي مرأي ومسمع أهل المحروسة لكي يعرفوا الفرق بين أسباب كل من التقدم والتخلف, ومن أجل أن يتبينوا حقيقة خطاب التقدم والتنوير والتطور واقتحام المستقبل ورفاهية الحاضر من الخطاب الظلامي الصادر من كهوف العصور الوسطي الذي لم يراع فروق التوقيت, وأن ماكان يصلح للقرن الثامن أو التاسع الميلادي لا يصلح للقرن الحالي أي بعد مرور 13 قرنا.. وكان أرودغان واضحا وحاسما ومقنعا وهو يتحدث عن العلمانية ويؤكد أن الدولة العلمانية لا تعني اللادينية, وإنما تعني احترام كل الأديان, وإعطاء كل فرد الحرية في ممارسة شعائر دينه. وخاطب المصريين قائلا إنهم يجب ألا يقلقوا من هذا الأمر, وعلي المنوط بهم كتابة الدستور توضيح أن الدولة تقف علي مسافة واحدة من كل الأديان وتكفل لكل فرد ممارسة دينه. ولأن هناك من قال إن مصر تضم أغلبية هائلة من المسلمين تصل الي 90%, وأن علي الأقلية أن تخضع لاختيارات الأغلبية التي تريد دولة دينية, فإن اردوغان قال إن تركيا دولة علمانية برغم أن 99% من السكان مسلمون. وقد انتقد الرجل بشدة توظيف الدين في العمل السياسي, وهو مايفعله الاخوان المسلمين والسلفيون والجماعة الاسلامية والجهاد وغيرهم من التيارات السياسية الإسلامية. وأمام هذا الخطاب العصري القوي, تصاعد غضب ورفض القوي السياسية الإسلامية, وهاجموا الرجل بشراسة, مع انه نفس الرجل الذي رحبوا به كما لم يرحبوا بأي ضيف آخر, وطالبوه بالعمل من أجل دولة خلافة تجمع بين مصر وتركيا. وهكذا يظل التخلف رافضا للاستفادة من تجارب المتقدمين, ومصرا علي نهجه ومنهجه المتحجر. المزيد من أعمدة عبده مباشر