تلقيت الرسالة التالية من القاريء محمد الشاذلي مدير عام في الأهرام بتاريخ 19سبتمبر الحالي تحدثتم في كلمة حق عن الشعب المصري الذي بات قرفانا لدرجة الاختناق من اعتصامات واحتجاجات صارخه وعبثية. ورأيتم ضرورة تفعيل دور النقابات طريقا ديمقراطيا للتحاور وعرض المطالب.. وفي نفس العدد رفض الأهرام ما أصاب الحرم الجامعي من شرود عن هيبة ووقار التقاليد الجامعية باللجوء المعيب الي الشارع لعرض قضايا وخلافات الأساتذة الكبار! في الوقت الذي يعاني فيه نفس الشارع من اضراب المعلمين والأطباء عن العمل. وهكذا أصابت لعنة التظاهر والاعتصام وتعطيل العمل والتهرب من استحقاقات المهام الوظيفية, هذه القطاعات التنويرية في المجتمع, ما يعني حرمان العامة من القدوة المتمثلة في هؤلاء المثقفين. فهل هذه الفئات المتعلمة لا تدرك ما آلت إليه أحوال الوطن الاقتصادية من ترد؟! وكيف يجهل هؤلاء الأكابر حقيقة كون العمل هو الضمان لتحقيق مطالبهم وطموحاتهم؟! وأقول للقاريء العزيز إن الغالبية من المصريين تشاركه الرأي حول خطورة التوقف عن العمل والأضراب حتي تتحقق المطالب (المادية غالبا) القوية فورا وبلا إبطاء ومجموعها يكلف مئات الملايين إن لم تكن مليارات ينوء بها الاقتصاد الياباني أو الصيني لو طبقت هكذا دفعة واحدة!! ثم أن القائمين بها لا يدركون أن تعطيلهم العمل يكلف بدوره خسائر مادية باهظة تتفاقم وتفاقم الوضع السييء وتزيده سوءا وتصعب من الاستجابة لمطالبهم أكثر وأكثر! لكن الأخطر هو أن تتحول حرية التظاهر والاعتصام والاحتجاج والإضراب الي نوع من الإبتزاز الرخيص مثل اضراب سائقي اتوبيسات النقل العام والذي يضغط علي المواطنين الغلابة محدودي الدخل رواد الأتوبيسات ويتركهم نهبا لجشع (الميكروباص)!! وأتمني عدم الاستجابة لهذا الابتزاز, ولو كان الأمر بيدي لأنذرتهم بالفصل جمعيا إذا لم ينتظموا في العمل, فإذا رفضوا فصلتهم فورا وطلبت من القوات المسلحة (العظيمة) تسيير هذا المرفق والاستعانة بسائقين من المجندين حتي يتم تعيين سائقين مدنيين جدد. خاصة أن المخضرمين يعلمون أن الجيش الصري سبق له إدارة هذا المرفق بنجاح والنهوض به قبل نصف قرن! [email protected]