كتب أحمد عصمت:قررت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا برئاسة الدكتور محمد فرغلي إعداد مخطط كامل لخدمات النقل بمنطقة جنوب السودان للنهوض باقتصاديات الإقليم وربطه عضويا بشبكة من المراكز اللوجستية. التي تبدأ من منابع النيل في أوغندا مرورا بجوبا في جنوب السودان ثم مصر في شكل تكاملي يضمن احتواء منطقة الجنوب بحيث لا تخرج من المنظومة العربية. وأكد رئيس الأكاديمية أن بقاء السودان متوحدا بشماله وجنوبه ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي بهذه المنطقة وتأكيد أهمية استثمار وتوظيف كافة الموارد العربية في خدمة التنمية والتكامل الاقتصادي. جاء ذلك بعد الجولة الناجحة التي قام بها السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية برفقة نخبة من المؤسسات العربية والمستثمرين إلي السودان لبحث وسائل تنفيذ مشروعات التنمية والتعمير بمنطقة الجنوب حتي تظل في أحضان الجامعة العربية والاستفادة بخبرات كافة المنظمات التنموية وفي مقدمتها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري باعتبارها بيت خبرة عربيا يحظي بتقدير عربي في هذا المجال. وقام رئيس الأكاديمية بإيفاد الدكتور خالد حنفي عميد كلية النقل الدولي واللوجستيات بالأكاديمية ومدير المعهد العربي لإدارة التجارة والبورصات السلعية لتمثيل الأكاديمية في هذه الجولة حيث قام السيد عمرو موسي بزيارات ميدانية علي الطبيعة بمنطقة جوبا عاصمة الإقليم وعقد اجتماعات تم فيها بحث الفرص الاستثمارية المتاحة وقد تم بالفعل الاتفاق علي تأسيس شركة بمساهمة عدد من المستثمرين المصريين والليبيين تقوم بتنفيذ مشروعات تنموية مختلفة في الكهرباء والنقل والزراعة. وقال الدكتور حنفي إن الأكاديمية قدمت للأمين العام للجامعة مخططا لتنفيذ مشروع متكامل للنقل واللوجستيات ليس فقط في جنوب السودان وإنما يبدأ في أوغندا في منابع النيل ومرورا بجوبا في جنوب السودان ثم شمالا حتي الحدود السودانية وانتهاء بمصر ويطرح عدة محاور أهمها أن يكون مجري النيل وسيلة مهمة للنقل من الجنوب للشمال وعمل وصلات بحرية ترتبط بمجري النيل وإقامة منطقة لوجستية يتم التعامل من خلالها مع وسائط النقل المتعددة وإنشاء ميناء جاف لتجميع وتخزين وتصدير البضائع بشكل اقتصادي يضمن الوصول للأسواق العالمية, حيث إنه من غير الممكن استثمار موارد الجنوب في ظل تدهور خدمات النقل. وأضاف أن المشروع يضمن تيارات متقابلة تتخذ شكل ممرات لصادرات تتجه من الجنوب للشمال وفي المقابل تدفقات نقدية من الشمال للجنوب عبر بوابة مصر وبذلك يمكن أن يتحقق دعم الجنوب بالأخذ في الاعتبار كلا من البعد الاقتصادي والتنموي وأيضا العربي في آن واحد. وقد طرح الدكتور خالد ممثل الأكاديمية العربية برنامجا للنهوض بكفاءة الثروة البشرية في الجنوب بتوفير منح دراسية قيمتها400 ألف دولار تقدمها الأكاديمية وتضعها تحت تصرف السيد عمرو موسي لعدم جدوي أية مشروعات للتطوير دون توافر الكوادر البشرية المؤهلة, حيث يمكن لحكومة الجنوب أن تطلب احتياجاتها مباشرة من الجامعة العربية للاستفادة بهذه المنح.