منك لله يا مبارك.. فما هذا الذى فعلته بنا عامدا متعمدا طوال 30 عاما؟!.. سرقة لمقدرات هذا الشعب المسكين وإستغلال للنفوذ وسحل للمعارضين وحبسهم.. بل وقتلهم أيضا على طريقة الصحفى رضا هلال.. وتشويه صورة مصر سياسيا أمام العالم بخنوعك المستمر والدائم.. وتواطئك مع أعداء مصر و تصدير خيرات هذا البلد لهم .. وإستيراد كل ما هو مسرطن وقاتل ومدمر لصحة المصريين .. ما هذا و ما الذى كنت تنوى فعله أكثر من ذلك .. هل هذا هو القسم بأن ترعى مصالح هذا الوطن ؟! و إذا كان القانون سيقتص منك .. وتنال عقابك عن كل هذه الجرائم و التى لم يهتز لك جفن و أنت ترتكبها وما خفى كان أعظم .. فمن سيقتص منك إزاء ما فعلته بتدمير رموز هذا البلد ورجاله .. فلقد مارست كعادتك لعبة قذرة لتدميرهم و محاولة تشويه صورتهم سياسيا .. فمن يصدق أن العرش كان يزلزل من تحت أقدامك وأنت لا تفكر سوى فى أمرا واحدا .. أن يفقد الشعب الثقة فى الجميع و تسود الفوضى والفرقة ولا يجتمع أحد على رجل واحد .. فلقد خيل لك فكرك التآمرى المريض أن الشعب سيركع على ركبتيه طالبا منك العفو و المغفرة والرحمة .. وسامحنا يا ريس .. ولكن هيهات و لتذهب للجحيم وحدك .. وإلى مزبلة التاريخ ! فمن يصدق ما فعله ذلك الداهية العجوز و زبانيته فى السيد عمرو موسى فلقد ألقوا به فى جامعة الدول العربية وهم جميعا يعلمون أن مصيره الفشل الذريع كأمينا عاما لجامعه لا يؤيدها أحد أو يهتم بقراراتها أو حتى ينفذها ولم يجتمع قادتها يوما على قرار .. وهكذا إكتسب مقعد الأمين العام فقط من عمرو موسى كاريزما الرجل الدبلوماسى الأنيق بينما عمرو موسى نفسه خسر كل شئ .. و أيضا اللواء عمر سليمان الرجل الأبرز فى عالم المخابرات المصرية وصاحب الجولات والصولات فى ميادين التخابر السرية وفضح مخططات الأعداء وكشفها و الإيقاع بكل من تسول له نفسه الإضرار بهذا الوطن العزيز .. فلقد كان إختيار مبارك له نائبا محاوله للتشبس بالسلطة ، فلقد كان على يقين شديد بمدى إحترام أبناء هذا الوطن له ، فهم يقدرونه ويرونه المثل والقدوة و إعتبروه لسنوات طويلة طريق الخلاص .. أى حاول إستغلاله ولأنه أحد أبناء الجيش الأوفياء و الأقوياء ومن منطلق شعوره بالمسئولية وافق الرجل على لقب النائب الذى لم يمارس سلطاته سوى لساعات قليلة بينما لو كان أصبح نائبا منذ 10 سنوات على الاقل كما كان مخططا لتغير وجه الحياة فى مصر . مثال آخر يتجسد لنا أيضا فى الفريق أحمد شفيق أو الرجل الهادئ الطباع الملئ بالطموح .. فلقد آذاه بإختياره له رئيسا للوزراء فى وقت الأزمة والثورة فلقد جعله كمن يؤذن فى مالطا .. فلا أحد يستجيب .. أو حتى ينظر له .. وبات هو الرجل الذى حاول تهريب مبارك والرجل الذى ساعد فلول النظام السابق على تهريب المجوهرات والأموال للخارج و الرجل الذى لن يقبل بمحاكمة مبارك .. فلقد بدا إختياره له وكأنها محاولة للبحث عن شخص قادر على أن يؤمن خروجه من مصر طائرا محمل بكل ما هو ثمين ونفيس .. و كانت الطامة الكبرى عندما تطاول عليه الكاتب علاء الأسوانى على الهواء مباشرة والتى إستقال فى أعقابها .. لينتهى مشواره السياسى بمأساة حقيقية و إهانة شديدة و تحطيم لهيبته .. و على الهواء مباشرة ! و أخيرا فإن ما يحدث فى مصر حاليا دفع الكثيرين من أبناء هذا الشعب إلى محاولة إعادة قراءة المشهد السياسى من جديد .. وأصبح واضحا أن إحتجاب مثل هذه الرموز وغيرها سواء بإرادتها أو دونا عنها بات أمرا لا يمكن السكوت عليه بل و غير مقبول ويهدد المجتمع بأسره .. فهل سنظل هكذا صامتين ؟! المزيد من مقالات محمد غانم