أسعدنا العناق الحار بين ثورتي 25 يناير المصرية و17 فبراير الليبية, والتي تتمثل في تصريحات ليبية رسمية تعلن أن العمالة المصرية سيكون لها النصيب الأكبر, وكذلك الشركات المصرية في مشروعات تعمير ليبيا, والتي سيخصص لإقامة البنية الأساسية بها وحدها مبلغ 200 مليار دولار, كما تتمثل في تصريحات مصرية رسمية تؤكد استعداد مصر لتلبية كل الطلبات الليبية خاصة في مجالات الصحة والتعليم والنقل الجوي والمقاولات, ونزع الألغام. وفي حين تتحدث الأنباء عن ثروة ضخمة من الأموال الليبية المودعة بدول الغرب تقدر بعدة مئات من مليارات الدولارات, كما تتحدث علي استحياء عن خبيئة ليبية تقدر بنحو تريليون دولار, جزء منها نقلته طائرات القذافي إلي مدن الجنوب الليبي, خاصة مدينة (سبها) والباقي في شكل استثمارات بدول أجنبية, وإفريقية, خاصة تلك التي أشعلت نيران جنون عظمة الطاغية القذافي بتسميته بلقب (ملك ملوك افريقيا).. ومالا تتحدث عنه الأنباء, وجود خبيئة ليبية كبري بصعيد وغرب مصر تفوق ثرواتها أي عدد من التريليونات المالية, كان الزعيم الليبي الشهيد عمر المختار قد أودعها أمانة في أحضان شعب مصر الدافئة, الآمنة, وتم ذلك بالتعاون مع رفيق جهاده عبدالوهاب عزام المناضل العروبي المصري, أول أمين لجامعة الدول العربية, وتتجسد هذه الخبيئة الوديعة الليبية في قبائل ليبية كاملة تم تهجيرها عن بكرة أبيها إلي محافظات المنيا, وبني سويف, والفيوم والجيزة, فضلا عن مرسي مطروح التي يعتبر سكانها امتدادا لقبائل شرق ليبيا فرارا من حملات الابادة الإيطالية التي قضت علي حياة مليوني ليبي من أصل4 ملايين نسمة, وخلال سبعة عقود اندمجت هذه القبائل التي قدر (عزام) عددها قبل وفاته بثلاثة ملايين نسمة تزايد تعدادهم حاليا ليفوق (الخمسة ملايين نسمة) اندمجوا في النسيج الديموجرافي المصري وتمتعوا جميعا بالجنسية المصرية وتقلدوا أعلي المناصب, وكان من أصلابهم ابن المنيا المشير عبدالحكيم عامر الذي ينتهي اسمه بلقب (الترهوني) نسبة إلي مدينة ترهونة الليبية.. والسؤال المطروح الآن: هل من حق الوطن الأم.. ليبيا أن تسترد هذه الوديعة, الخبيئة الثمينة؟! .. وهل تفرط مصر, الوطن الحاضن لها في 5% من ثروتها البشرية؟! .. تأتي إجابتي في سياق اقتراح اجتهادي قابل للحوار حوله وهو: أن تمنح ليبيا الجنسية الليبية لكل أبنائها المصريين المنحدرين من أصول ليبية, علي أن يتم ذلك بشكل اختياري, فمن شاء منهم شاء ومن يرفض.. يرفض. وأن تحتفظ مصر لكل لهؤلاء بجنسيتهم المصرية وتسمح لهم بالحق في ازدواج الجنسية, كما يحدث في دول العالم.. وأعتقد أن من ثمار اقتراحي هذا أن تحل ليبيا مشكلة الفراغ السكاني التي تقف عثرة أمام تنمية وطن كبير يفوق مساحة مصر بأكثر من مرتين ونصف.. ببشر من أصلاب سكانها وليسوا غرباء عنها, وأن تستدعي من خلالهم كل حاجاتها من الكوادر البشرية في كل المجالات العلمية والمهنية والعمالية إلخ. .. وجدير بالذكر أن عشرات الآلاف من الليبيين أبناء من أمهات مصريات.. .. ومن ثماره أيضا تحقيق الوحدة الديموجرافية الليبية المصرية كأساس لوحدة مصرية ليبية سياسية, يمكن أن تتطور إلي وحدة إقليمية تضم السودان الشقيق, وتنطلق إلي وحدة عربية شاملة{ المزيد من مقالات خميس البكرى