نقل البنك الدولي صورة أقل تفاؤلا لمستقبل الاقتصادات الصاعدة والنامية في العالم والتي كانت نقطة الضوء في ظلمة الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم منذ2009, مرجعا تشاؤمه إلي تداعيات تباطؤ نمو الاقتصادات الأمريكية والأوروبية وأزمات الديون علي جانبي المحيط الأطلنطي, فيما تفاقمت أزمة الديون في منطقة اليورو, وبدت مرشحة للاتساع والانتقال إلي مزيد من الدول بعد أن أطبقت علي اليونان وآيرلندا والبرتغال. وفي هذا الصدد, أكد روبرت زوليك رئيس البنك الدولي أنه في حين تتعثر الدول المتقدمة, فإن الموقف بالنسبة للأسواق الصاعدة قد يتغير إلي الأسوأ, وأضاف: ما زلت أعتقد بأن دخول الاقتصادات الرئيسية في العالم في دورة ركود مزدوج أمر مستبعد.. ولكن ثقتي في هذا الاعتقاد تتآكل كل يوم مع تواتر الأنباء السيئة بشأن الوضع الاقتصادي في العالم. وفي سياق متصل, أعربت كبري الاقتصادات الصاعدة في العالم في واشنطن عن استعدادها للمساهمة في تقديم مساعدة عبر مؤسسات الإقراض الدولية للتصدي للتحديات الحالية للاقتصاد العالمي التي من المرجح أن تشمل الحكومات المثقلة بالديون في منطقة اليورو. فقد اجتمع أمس وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية لدول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا التي يطلق عليها- تجمع بريكس- في واشنطن, وذلك خلال الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين التي من المقرر أن تنعقد خلال الساعات القليلة المقبلة بواشنطن, وقالوا في بيان مشترك إن دول بريكس مستعدة عند الضرورة, بحث تقديم مساعدة عبر صندوق النقد والمؤسسات المالية الدولية من أجل التصدي للتحديات الحالية للاستقرار المالي العالمي وفقا لظروف كل دولة منفردة. وأعلن محافظ البنك المركزي الهندي دوفوري سوباراو في هذا البيان أنه بالنسبة لديمقراطيات مثل الهند, ستكون هناك ضغوط بين تقديم مزيد من الدعم المالي لصندوق النقد الذي ربما حينئذ يقوم بإقراض الاقتصادات المتعثرة بما فيها الدول الأكثر ثراء في أوروبا, وحاجة تلك الحكومة في إنفاق مصادرها علي الطموح المحلي بما فيه تخفيف معدلات الفقر. وعلي صعيد آخر, أشارت تقديرات مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني إلي ارتفاع مخاطر تعرض اليونان, الدولة العضو في مجموعة اليورو, لإشهار إفلاسها بسبب أزمة الديون الخانقة التي تواجهها. وأعلنت موديز أمس عن خفض بمقدار درجتين للتصنيف الائتماني لثمانية بنوك يونانية, حيث خفضت المؤسسة التصنيف الائتماني لبنك جنرال بنك وبنك امبوريكي بنك المملوك لبنك كريدي اجريكول الفرنسي من بي1 إلي درجة بي3. وفي أسواق المال العالمية, ارتفعت الأسهم الأوروبية أمس في تعاف مؤقت بعد أن تعهدت مجموعة العشرين بالعمل لمساعدة الأسواق المالية وزيادة مرونة صندوق إنقاذ منطقة اليورو. أما مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية في بورصة وول ستريت فقد أغلقت مساء أول أمس علي تراجع بأكثر من3%, وذلك بعد أن تسببت توقعات أقل تفاؤلا من مجلس الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي الأمريكي- بشأن النمو في إحجام المستثمرين عن الشراء. وفي بورصة سول واصلت أسعار الأسهم تراجعها مع تنامي مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد العالمي. وهوي مؤشر كوسبي القياسي بنسبة 5,7% ليغلق علي 1697,44 نقطة. وفي سوق البترول, تراجع سعر سلة خامات منظمة أوبك أمس إلي 105,11دولار للبرميل من 108,99 دولار للبرميل في الجلسة السابقة. وهبطت أسعار الذهب للبيع الفوري أكثر من40دولارا أو حوالي 2,5% إلي 1738,24دولار للاوقية.