تصاعدت أمس حدة الإضرابات الفئوية بمختلف أشكالها بين العديد من موظفي الدولة والعاملين ببعض الشركات وتباينت حدة المظاهرات من فئة إلي أخري حسب استجابة المسئولين بالدولة لمطالب هذه الفئات. وأعلن آلاف الأطباء في مستشفيات وزارة الصحة أمس إضرابهم ونظموا مظاهرة حاشدة أمام مجلس الوزراء رددوا خلالها العديد من الهتافات الموجهة للدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء, مؤكدين أنهم مازالوا لا يستطيعون الوصول إليه للاستجابة لمطالبهم وأن وزير الصحة يقف حائلا بينهم وبينه. وهدد الأطباء المتظاهرون بمواصلة إضرابهم مرددين مش ماشيين.. مش ماشيين إذا لم تنفذ مطالبهم, مؤكدين أنهم يريدون إصلاح المنظومة الصحية بمختلف مناصبها وليس الإضراب في حد ذاته. وعلي الجانب الآخر رفع الأطباء لافتات تعرب عن رغبتهم في وجود الأمن بالمستشفيات وأن للمريض حقا في علاج إنساني ومجاني وشامل, وأن الإضراب حق لهم وأن عمرو حلمي وزير الصحة الحالي والسابقين ممن شغلوا المنصب نفسه باطل. وقد اجتمع الدكتور عمرو حلمي وزير الصحة والسكان أمس مع ممثلي الأطباء المضربين لأكثر من ثلاث ساعات وتوصل معهم إلي مجموعة من الحلول للمشكلات التي أدت إلي إضرابهم. وأكد الوزير أنه سيعرض هذه الحلول في أول اجتماع لمجلس الوزراء لأخذ الموافقة عليها, ووصف حلمي مطالب الأطباء المضربين بأنها عادلة ومشروعة. وأكد حلمي أنه لا يوجد مريض في مستشفيات الوزارة بجميع المحافظات تأثر بشكل من الأشكال العلاجية بسبب إضراب الأطباء وأن جميع العمليات الجراحية تمت في مواعيدها. كما أن مستشفيات التأمين الصحي لم تتأثر وجميع المرضي تلقوا العلاج بجميع صوره. وفي قطاع التعليم.. انقسم المعلمون علي أنفسهم حول القرارات والتصريحات التي أعلنها مجلس الوزراء والدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم باستبعاد مكافأة الامتحانات من حافز ال200% المقرر لجميع المعلمين. وأكدت الاحصاءات الواردة للوزارة أن النسبة المئوية للمدارس التي شهدت اعتصام المعلمين أمس بلغت2.4% من اجمالي عدد المدارس علي مستوي الجمهورية. واستقبل بعض المعلمين هذه القرارات بفرحة وعادوا فورا إلي العمل داخل الفصول بينما استمر البعض الآخر في الاعتصام والامتناع عن العمل وعدم دخول الفصول رغم توقيعهم في كشوف الحضور والانصراف في مدارسهم, ووصفوا القرارات الجديدة بأنها مسكنات لا تحقق شيئا من مطالب جموع المعلمين. وقال الدكتور رضا مسعد وكيل وزارة التربية والتعليم ورئيس قطاع التعليم العام إن حدة الاعتصامات والإضراب عن العمل انخفضت أمس بصورة ملحوظة خاصة بعد تدخل المحافظين والقيادات التنفيذية. وأوضح أن المعلمين سوف يصرفون حافز ال75% الذي قرره المجلس العسكري غدا السبت أو بعد غد الأحد علي الأكثر بأثر رجعي من يوليو الماضي. وأكد أيمن البيلي رئيس نقابة المعلمين المستقلة أن القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء أمس بشأن المعلمين هي التصريحات نفسها التي أطلقها الوزير ومساعدوه طوال الأسبوع الماضي, ولم يجدوا جديدا للأسف الشديد, وقال إن الوزارة تقوم باستخدام الرأي العام ضد المعلمين فيما يشبه تعمد صناعة ثورة مضادة لا إرادية فرضوها فرضا علي الواقع. ونقابة المعلمين المستقلة تناشد الرأي العام التضامن مع المعلمين لأنهم مجرد منفذي سياسات, وأن مليونية غدا السبت مستمرة وقائمة ولا تراجع عنها إذا لم تتم إقالة الوزير. وفي قطاع النقل.. قال جبالي محمد جبالي رئيس النقابة العامة للعاملين بالنقل إن50% من طاقة أتوبيسات الهيئة هي التي تعمل حاليا حيث إن10 جراجات مضربة من إجمالي22 جراجا تابعا للهيئة منها5 في القاهرة و5 في الجيزة, حيث يعمل بالهيئة ما يزيد علي35 ألف عامل وسائق وإداري, حيث يطالب العمال بأن يشمل قرار حافز الإثابة الإداريين. أما علي صعيد النقابة المستقلة للنقل العام فأكدت أن العمال لديهم الرغبة في وقف الإضراب, إلا أن آلية الصرف هي ما تم الاختلاف عليه بعد تصريحات رئيسة الهيئة لإحدي القنوات الفضائية مما أثار حفيظتهم وأكدوا استمرار الاعتصام حتي تتم الاستجابة لمطالبهم. ومن جانبها قالت المهندسة مني مصطفي رئيس هيئة النقل العام إن أعضاء من النقابة المستقلة للعاملين بالهيئة كانوا ضمن اللجنة التي التقت مع رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بشأن صرف حافز الإثابة الذي يطالب به العمال حاليا. وأضافت أن التنظيم والإدارة أحال طلب الهيئة إلي مجلس الوزراء, تمهيدا لتحويله إلي وزارة المالية لاعتماد صرف الحافز. وقال علي فتوح رئيس النقابة المستقلة إنهم يدخلون في اعتصام مفتوح وإضراب اعتبارا من بعد غد الأحد في حالة عدم الاستجابة لطلبهم.