في رد فعل فوري علي خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نظم آلاف الفلسطينيين مسيرات ضخمة في كافة مدن وقري الضفة الغربية أمس للتنديد بالتحيز الأمريكي لإسرائيل والتربص بأحلام الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة. كما اتهم الفلسطينيون أوباما بالكذب علي الشعوب العربية والتنكر لوعوده والتراجع أمام الضغط الصهيوني. كما يستند الفلسطينيون لتنظيم مسيرات مماثلة اليوم في كافة مدن الضفة عقب صلاة الجمعة لتأييد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عند تقديم طلب عضوية دولة فلسطين إلي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة. وقال مصدر أمني فلسطيني أن هناك أوامر عليا للأجهزة الأمنية الفلسطينية لمنع أي احتكاك بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أو المستوطنين وذلك لتفويت الفرصة علي الاحتلال لاستفزاز الشارع الفلسطيني. ومن ناحية أخري ذكرت صحفية يديعوت أحروتون الإسرائيلية إن تل أبيب مارست ضغوطا شديدة علي الرئيس الأمريكي باراك في الفترة الأخيرة, وقالت أنه جرت مؤخرا اتصالات مستمرة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل والعديد من العواصم الأوروبية لتشكيل جبهة واحدة ضد المسعي الفلسطيني لتقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الأممالمتحدة. وأوضحت الصحيفة بأنه لاتزال تواصل إسرائيل والولاياتالمتحدة الحرب علي كل صوت في مجلس الأمن بهدف منع الفلسطينيين من الحصول علي9 أصوات, تجنبا لاستخدام حق النقض. والتقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع نظيرتها في الجابون ونيجيريا, بهذا الضغط عليهما, علما أن الدولتين لم تعلنا بعد كيف ستصوتان في مجلس الأمن. وكتبت يديعوت أحرونوت أن اتصالات هادئة متواصلة تجري بين إسرائيل والولاياتالمتحدة وبريطانيا وممثلي أوروبا لتشكيل جبهة موحدة, وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن بريطانيا سوف تنضم إلي الولاياتالمتحدة وتعبر عن موقف معارض للتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة. وفي رام الله استنكر المجلس الثوري لحركة فتح, في بيان صدر عن أمانة السر أمس الخميس, ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما, والذي جاء مخيبا للآمال ويمثل تراجعا سافرا عما كان قد أعلنه في جامعة القاهرة وغيره.وأكد البيان علي إظهار الغضب من تجاهل الرئيس أوباما لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي مازال يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ36 عاما, ويتعرض يوميا إلي الاعتداءات الإسرائيلية والحواجز وسرقة أراضيه ومياهه ومحاولاته طمس معالم تراثه وتاريخه وهويته في القدس وغيرها. واعتبر, أنه كان من الأجدر بالرئيس أوباما ألا يقع في فخ تضليل الحقائق والتاريخ ويري الأمور بعيون نيتانياهو الأمر الذي يعتبر معيبا ومخجلا ومخزيا للسياسة الأمريكية التي طالما نادت وتنادي بالحرية والديمقراطية وحق الشعوب بتقرير المصير والاستقلال. وفي بيان صحفي مطول اعتبر بسام أبو شريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات, أن خطاب الرئيس باراك أوباما في الأممالمتحدة يعطي دلالة واضحة علي موقف جديد للإدارة الأمريكية الأكثر انحيازا للمشروع التوسعي الاستعماري الإسرائيلي في فلسطين, وأنه قد كشف نفسه وبرهن علي عدم صدق الوعود التي قطعها بالقاهرة وأمام الجمعية العمومية في أيلول الماضي. واعتبر بسام أبو شريف هذا التراجع تراجعا استراتيجيا يتناقض مع مصالح الولاياتالمتحدة, ولا يخدم سوي وهم إسرائيل الذين اقنعوا الرئيس الأمريكي به هو أنهم سيدعمونه في الانتخابات القادمة.