فعلا نحن شعب فكه ابن نكتة, ولا أستطيع أن أصنف تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس عن تأسيس قناة مصرية في قطر, علي غرار الجزيرة مباشر مصر, إلا أنها من قبيل الفكاهة. وهي تصريحات تذكرني بعبارات سينمائية ل عبدالفتاح القصري في فيلم ابن حميدو لإسماعيل ياسين عن نورماندي تو.. تو.. تو, وهو يصف قاربا صغيرا متهالكا بأنه سفينة لا يشق لها غبار, فغرقت بمجرد نزولها الي الماء. هل هي محاولة إثبات درجة الوطنية التي يتحلي بها؟!, هل هو يمد جسور المودة مع الغاضبين من الجزيرة؟, هل هو تهديد للجزيرة بأن تبعد عن مصر بتغطيتها الفنية؟!, وهي بالفعل تغطية فنية درامية لا تمت بصلة لعمل صحفي إخباري, وإلا سوف يرد المصريون علي إمارة قطر بنفس الطريقة؟! أي إجابات هي بالقطع لا تتفق وقامة مصر ومكانتها.. فلا ساويرس سوف يحصل علي رخصة فضائية في قطر, ولا الجزيرة مباشر سوف يتوقف إرسالها أو عدم حرفيتها عن أخبار مصر وأحوالها.. وبالرغم من هذا لا أتفق ولا أوافق علي غلق مكاتب الجزيرة مباشر في هذا التوقيت مهما تكن المبررات, وقد تكون أغلقت فعلا لمخالفتها القانون وأنها تعمل دون تراخيص, لكن التوقيت يوحي بأن القائمين علي حكم مصر لم يعودوا قادرين علي تحمل التحريض والتشويه والتلفيق في برامج الجزيرة وتغطيتها. بالطبع قناة الجزيرة حالة خاصة في المنطقة العربية, قناة إخبارية بدأت حياتها في منتهي الحرفية والجاذبية, وقد كتبت عنها مقالا بالأهرام منذ ثماني سنوات عنوانه حين يكون الطابور الخامس قناة فضائية, وأي تحليل علمي رصين لرسالتها وأهدافها سوف ينتهي إلي نتائج علي عكس ما يظنه الكثيرون عن وطنية الجزيرة, ودورها القومي والإسلامي في المنطقة, ودفاعها عن المواطن العربي الضعيف في مواجهة تعسف سلطة السادة الطغاة, طبعا علي أساس أن حكام قطر من مبدعي الديمقراطية والحرية ومن أكبر المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم. بالرغم من هذا لا أقبل غلق مكاتبها في مصر, ولا تصريحات ساويرس, والبديل ببساطة أن نملك إعلاما مؤثرا وقويا ومحترفا علي أرض مصر! المزيد من أعمدة نبيل عمر