الملاعب الرياضية مليئة بالأحداث والإثارة.. أضواء ومدرجات.. لاعبون يتمتعون بمهارات فنية تخطف الأنظار.. جمهور يعزف أرقى الألحان تبهر المتابع عبر شاشات التليفزيون. لتكتمل أمامه لوحة فنية رائعة.. يبرز فى هذه اللوحة نجم جمع بين الموهبة والأخلاق الطيبة وحب الناس تغنى باسمه الجمهور.. حقق الأرقام القياسية.. لقب بالفنان، أمير القلوب، حبيب البسطاء.. وغيرها، محمد محمد أبوتريكة كثيرا ما أسعد جمهور كرة القدم المصرى عامة والنادى الأهلى خاصة، استطاع بابتسامته المعروفة ومهارته الفذة وأخلاقه النبيلة أن يصل إلى قلوب الملايين من عشاق الساحرة المستديرة فى أنحاء المعمورة، وأتذكر أننى عندما قابلت باحثة يابانية أتت إلى الأهرام لتستقى معلومات كى تساعدها فى إتمام رسالتها العلمية، سألتها ماذا تعرفين عن مصر؟، قالت: "أعرف الأهرامات وأبوتريكة" فاستحق أبوتريكة أن يصير علماً من أعلام مصر، وخلال متابعتى لمباراة النادى الأهلى أمام الوداد المغربى لفت انتباهى قيام الجمهور المغربى الشقيق بالتصفيق للنجم الكبير محمد أبوتريكة وتحيته أثناء استبداله فى المباراة، فى مشهد يعد غريباً على الملاعب العربية التى كثيرا ما عانت من الأزمات الرياضية أدت إلى توتر العلاقات وتأجيج المشاعر وتفريق الشعوب وبث الفتن بين أبناء الوطن الواحد، بالتأكيد نحن فى احتياج إلى تكرار هذا المشهد فى ملاعبنا العربية جمهور يحترم المنافس ويحيَّ لاعبيه، لاعبون يتمتعون بالأخلاق الطيبة ويعلمون أنهم قدوة لجمهور غالباً ما يتعدى الملايين يراقب سلوكهم وأفعالهم ويقوم بتقليدهم والاقتداء بهم، فإن كان البعض يعتبر الرياضة مجرد موهبة وشهرة ومال فهى أيضا أخلاق لا يمكن الاستغناء عنها، فتحية لأبوتريكة النجم المحبوب الذى كان خير سفير لمصر فى المغرب العربى الشقيق وتحية للجمهور المغربى الذى ضرب مثلا يحتذى فى التشجيع المثالى واحترام المنافس والالتزام بالروح الرياضية. [email protected] المزيد من مقالات أحمد الأترجى