بعد انقضاء ما يقرب من تسعة أشهر على ثورة 25 يناير طلعت علينا الاستاذه هالة سرحان فى برنامجها "ناس بوك" لتناقش قضية هامة "هل نحن بصدد ثورةأم فورة ؟ " لا أدرى هل كانت حقا لا تعرف الفرق هى والسادة الحضور من قامات الاحزاب السياسية أم أنها تحاول تشتيت الرأى العام الذى نحمد الله أنه لا يشاهدها وأن جمهورها أصبح من المسنن والعجائز وربات البيوت اللاتى يرزقهن الله بشاب واعى من العائلة ليوجهن الى الصواب الذى لا يحتويه بالطبع برنامجها .. ولمن لا يعلم فالفورة فى قاموس المعانى هى فورة الغضب ، وهى الشباب الحر ، وفورة النهار تعنى أوله ، أما فورة الدم فهى فى العرف العشائرى الجاهلى تعنى الثأر ففي أول ثلاثة ايام من حادثة القتل يقوم أهل المقتول بأعمال حرق وسلب ونهب وتخريب ممتلكات واعتداء على الاعراض أما الثورة هى اندفاع عنيف من جماهير الشعب نحو تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية تغييرًا اساسيا ، وللمعرفة عندما تنعم علينا إحدى البرامج وتناقش مفهوم الثورة البيضاء – وهذا مستبعد طبعا فى الوقت الحالى - فالثورة البيضاء معناها فى قاموس العرب وليس باجتهاد أحدهم أو فتوة قابلة للتأويل فهى تعنى حركة تغيير أو تحول دون إراقة الدماء ، والفارق واضح بين ثورة وفورة ل"أحداث يناير" نعم أكرر أحداث يناير فقد أصبحت ثورة يناير" ملطشة " فى بلدنا فقط الى حد تصغيرها لمجرد أحداث عابرة وربما تصل الى حد كونها حلم أو كابوس ، أما اذا قدر لها الله النجاح وحققت كل ما يبتغيه الثوار – اللى هما شويه عيال قاموا بفورة غضب ليس إلا – فعندئذ سوف نبخل عليهم ايضا بكلمة ثوار وثورة ونتحدث عنها باختصار وتحفظ باعتبارها حدثا إلاهيا قامت به قوى خارقة ، أسقطها الله من السماء لنصرة مصر ولا دخل لأحد فى مسارها وبالفعل كنا قد بدأنا أولى انتصارات الثورة يوم 9 سبتمبر رغم اختلافنا على مسماها وكينونتها وكدنا نصل الى فعل من أفعال القوى الخارقة التى منحها الله فعليا وليس بسخرية لسواعد الشباب الذين حطموا بجسارة جدار السفارة الاسرائيلية ، وصعدوا أكثر من 18 طابقا لاسقاط العلم للمرة الثانية ، وكنا قد وصلنا ايضا الى درجة عالية من الوعى للأغلبية العريضة من الشعب الذى صحى جيدا لألاعيب الفلول وغيرهم حتى أنهم توقعوا هذه الخاتمة ليوم تصحيح مسار الثورة ،حتى أن البعض صعد على المنصه ليسجل شهادة على لسان كافة الثوار قائلا ..الساعة الآن الثالثة ظهرا وقد هتفنا وقلنا ما نريد وأى أحداث تخريب تحدث بعد الآن فهى لا تنتسب لنا وهذه شهادة منا بذلك " وقد سجلتها كل البيوت المصرية والعربية والأجنبية إلا وسائل الاعلام . المزيد من مقالات ناهد السيد