إلي أين نحن سائرون ؟ أعادت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان لمصر أجواء السخونة للجدل السياسي الدائر في مصر منذ25 يناير حول هوية الدولة وجددت التحزب والتخندق حول المسميات المتعددة مابين الدولة المدنية والدولة الدينية والدولة العلمانية والدولة الليبرالية... إلخ. والحقيقة أن بواعث الذعر والقلق التي يثيرها البعض تتعلق بالفهم الخاطئ لبنيان الدولة في المجتمعات الإسلامية لأن جوهر الشريعة الإسلامية يدحض كل هذه المخاوف والهواجس خصوصا ما يتعلق بالحريات العامة واحترام الديانات الأخري. إن ركائز الدولة في الإسلام تقوم علي مرجعية أساسية ومجموعة مبادئ تفصيلية لا تختلف في أهدافها ومقاصدها عن أهداف ومقاصد من يطالبون بالدولة العلمانية أو الدولة الليبرالية.. ومن ثم فالمهم أن نحدد إلي أين نحن سائرون! إن الشريعة الإسلامية تبيح لكل إنسان أن يقول ما يشاء وأن يؤمن بما يشاء وأن يبدي رأيه كما يريد دون عدوان فلا يكون شتاما ولا عيابا ولا قاذفا ولا كاذبا, وأن يدعو إلي رأيه بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادل بالتي هي أحسن وألا يجهر بالسوء من القول ولا يبدأ به. تلك هي المرجعية بكل وضوح أما المبادئ فهي أكثر وضوحا وفي مقدمتها أن الشعب له وحده الحق في اختيار حكامه مصداقا لقوله تعالي وأمرهم شوري بينهم صدق الله العظيم. إن المبادئ التي تقوم عليها الدولة الإسلامية تحتم حسن انتقاء الأكفاء والمتميزين في مجالات عملهم لتولي المسئوليات القيادية علي المستويات كافة بعيدا عن الوساطة والمحسوبية تمشيا مع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ومن ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله. الدولة في الإسلام تحكمها قوانين مدنية تسترشد بالشريعة الإسلامية لكن دون حجر علي المشرعين في ممارسة حق الاجتهاد ولتحقيق المصلحة العامة بما يلبي متطلبات العصر في ظل قضاء مستقل عن أي سلطة في الدولة حيث الجميع سواء تطبيقا لقوله تعالي: كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم أو الوالدين و الاقربين صدق الله العظيم. الدولة في الإسلام ليست' بعبعا' يخيف أحدا لأن دور الحاكم سواء كان مدنيا أو عسكريا يقتصر فقط علي مسئولية تطبيق القوانين وتحقيق مصالح الناس ودفع الأذي المحتمل من أعداء الوطن أو أذي بعض الأفراد علي بعضهم تطبيقا لقوله تعالي ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون صدق الله العظيم. خير الكلام: المشكلة ليست في انعدام المعرفة ولكن لأن البعض لا يريد أن يتعلم! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله