في مشهد كشف عن استمرار الخلافات حول الموروث السياسي وتصفية الحسابات السياسية وخلطها بالمشاعر الانسانية, شهدت جنازة الدكتور خالد عبدالناصر غيابا ملحوظا لرموز القوي الإسلامية وجماعة الإخوان فهي القوي المعروف عنها انها كانت علي خلاف دائم وثأر سياسي قديم مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. وفيما غابت هذه القوي إلا أن الألاف من البسطاء والجماهير اضفت علي الجنازة مشهدا مهيبا وسياسيا لافتا عندما التفت هذه الآلاف حول جثمان الفقيد وراحت تهتف بتاريخ ونضال وعطاء الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في إشارة إلي أن الفقيد خالد عبدالناصر كان يسير علي ذات الطريق بمواقفه الوطنية والعدائية ضد إسرائيل وقوي الاستعمار. المشير طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس العسكري بحضورهما وتقدمهما للجنازة أضفيا أيضا دلالات سياسية مهمة علي المشهد أهمها أن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر سيظل هو الزعيم السياسي الأبرز الذي يتفق عليه المؤسسة العسكرية المصرية وعلي تاريخه وعطائه الطويل. ورغم هذه الحشود الهائلة التي أحاطتها بالهتافات الوطنية وللثورة المصرية لم تستطع أن تخفي وجود ذلك الإرث القديم الذي القي بظلاله فصلا علي المشهد السياسي المصري والذي اكد انه برغم الحديث عن تحالفات انتخابية ومحاولات للاتفاق علي قوائم موحدة بين جميع القوي السياسية إلا أن الموروث السياسي سيظل يلاحق هذا المشهد مهما طال الزمن أو قصر. وفي هذا السياق و كل ذلك الغياب كان الحضور لافتا لعدد من الشخصيات العامة والسياسية والمفكرين والإعلاميين والرياضيين من أبرزهم سامح عاشور رئيس الحزب الناصري, وحمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وعبدالله السناوي, ومصطفي الفقي, ورجل الأعمال رامي لكح, وأمين اسكندر, والمستشارة تهاني الجبالي, والدكتور ممدوح حمزة, والمستشار حسام عيسي, ومحمود سعد, وأحمد المسلماني, وجلال عارف نقيب الصحفيين الأسبق, واللواء أحمد رشدي وزير الداخلية الأسبق الذي يعتبر أول ظهور له منذ فترة, ومن الفنانين صلاح السعدني, وسامح الصريطي, ونبيل الحلفاوي, وممدوح الليثي رئيس قطاع الانتاج الأسبق, ومن الرياضيين طاهر أبوزيد, وغاب عن الحضور الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل, وجماعة الإخوان والسلفيون. وقام نجل خالد عبدالناصر بصلاة الجنازة علي والده وسط حالة من الحزن من الحضور, وبعد الصلاة قام المصلون بقراءة الفاتحة علي روح الفقيد وقام حمدين صباحي بحمل الجثمان علي كتفه وسط تكبير من الحضور وأخذوا يرددون لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقد حرص محبو الرئيس جمال عبدالناصر علي حضور جنازة نجله ونظموا مسيرة لمسافة كيلو وأخذوا يرددون شعارات يا خالد قول لأبوك يا عود الفل بعدك احنا شفنا الذل, روح ياخالد قول لجمال الثورة باقية مع الأجيال, خالد سبلنا ألف علامة.. كان رمز للكرامة, قول لأبوك نام وارتاح وأحنا نكمل الكفاح, ضريح خالد ونور الدين هما طريقنا لفلسطين. ورفعوا لافتات ساروا بها في المسيرة تقول شعاراتها: الأبطال يناضلون معا ويرحلون معا وعلي اللافتات صورة لجمال عبدالناصر وابنه الفقيد.