كلنا متفق علي ان ماحدث في 25 يناير 2011 عمل مجيد, ثورة نقت القلوب والنفوس من مرارة سنوات عجاف عانينا فيها الانكسار النفسي والمادى و سيطرة نابشي النفوس بحثا عن كل مايعارض النظام العالم كله تحدث عنا, شباب الثورة المصرية ينظفون ميدان التحرير يوميا ... كتائب المتطوعين تملاْ الشوارع من اجل النظام والنظافة, حركة مرور سلسة بدون مشكلات الزحام المعتادة, اصبحت تري اشارة تفضل بالمرور بين قائدي السيارات, واعتقد الجميع اننا امام مشهد جديد علي الحياة اليومية المصرية. ويافرحة ماتمت ... تبدل الحال ... النظافة تبدلت الى قمامة في كل مكان ومخلفات البناء في كل الشوارع, التراحم بيننا تبدل الى معارك غالبا بالسلاح الناري وتنتهي دائما بضحايا ومصابين. الكل متعجل... الثوار يريدون جنى المكاسب السياسية للثورة في اسرع وقت, رغم ان الديمقراطيات الناشئة دائما تجرحها انياب الحرية قبل ان تنعم بنسائم الاستقرار. اصحاب المطالب الفئوية جهزوا قائمة مطالبهم غير ملتفتين الي الجسد المريض المسجى امامهم علي طاولة الجراحة ينتظر قرار الاطباء, بأي الجراحات نبدأ. حتي المجرمين يحاولون استغلال الفراغ الامني الموجود الى الان ولا ندري لماذا لتحقيق اقصي المكاسب غير الشرعية ... تجار المخدرات وتجار السلاح والبلطجية المأجورون حققوا مكاسب منذ قيام الثورة وحدوث الانهيار الامني لم يحققوها منذ بداية نشاطهم الاجرامى الكل ينهش في جسدك المريض ياامنا العظيمة ولكن عذرهم جميعا حسن النوايا الكل يرى ان مبضعه هو الاولي بالبداية فهو يملك الحل السحري لمشاكلك, الكل يرفع صوته في استعراض للقوة وغير منتبه لمن يتحدث بجواره اوحتي لقيمة مايقول. الاعلام المصري غائب عن عملية البناء واستشراف المستقبل ومستغرق في الجري وراء السبق والمزايدات التي لاتبني وطنا بل تزيد من بقايا الديار, ودكاكين التوك شو يمسك ممولوها من خلف الكاميرات بمعاول الهدم ومقدموها من امام الكاميرات بكرات النار التي يقذفونها يوميا في وجوه البسطاء من ابناء الوطن. ولا يدري اغلبنا عن اي مصالح يدافعون, فهم يريدون اي شئ الا مصلحة هذا الوطن الحبيب . ولم يكلف اي دكان توك شو خاطره للحديث عن مخطط الشرق الاوسط الجديد ومحاولات اسقاط مصر وليس النظام الذي كان يحكمها فقط .. فالمخطط جار تنفيذه بمنتهى الخبث, وايضا منتهى الصمت من اصحاب هذه الدكاكين الوضع مؤسف ومحزن والمخرج يكون بتفويت الفرصة على اصحاب هذا المشروع وعملائه في الداخل والخارج بالمزيد من دعوات العمل والانتاج وتوعية المصريين البسطاء باولويات المرحلة، وايقاف الدعوات بمزيد من المليونيات التي فقدت مبرراتها امام الاغلبية وتنحية المطالب الفئوية جانبا والسعي بشتي الطرق الي المزيد من الاستقرار. المزيد من مقالات عطيه ابو زيد