أردوغان وحزبه!! عندما سأل عدد من الحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في حفل العشاء الذي أقيم تكريما له عن موقف حزبه من قضية الحريات الشخصية باعتباره حزبا ينطوي علي جذور إسلامية, سارع اردوغان إلي تصحيح تعريف حزبه الذي لا يقول قانونه الأساسي أنه حزب اسلامي, لأنه في الديمقراطية لا يصح أن يكون الحزب ديمقراطيا ودينيا في الوقت نفسه, لأنه كمسلم يمكن أن يخطيء وكسياسي يمكن أن يخطيء أيضا, فلماذا يحمل الإسلام وزر أخطائه, لكن القانون الأساسي لحزب العدالة والتنمية يؤكد, كما يقول اردوغان, انه حزب علماني لايتدخل في الحريات الشخصية, وتعني علمانية الحزب أن يكون علي مسافة واحدة من كل الأديان, يحمي حق المسلم كما يحمي حق المسيحي واليهودي, وأن شاغل الحزب الأساسي فقط أن يرعي العدالة بين جميع فئات المجتمع وأفراده ودياناته, وأن يحرص علي أن تصل ثمار عملية التنمية إلي كل فئات الشعب, لأن ذلك هو الذي يحقق رضا المجتمع واستقراره.., ولهذا السبب ذاته يحرص حزب العدالة التركي علي تحقيق وفاق وطني بين كل القوي السياسية ليشارك الجميع في كتابة دستور تركيا الجديد, رغم أن الحزب يتحصل علي65% من مقاعد مجلس النواب. وقال اردوغان أيضا إن حزبه ناصر حق الفتاة التركية المحجبة في الدخول إلي الجامعة كي تحظي الفتاة المحجبة بالفرصة ذاتها التي تحظي بها غير المحجبة ويتحقق تكافؤ الفرص بين الجميع, ولم يكن حافزه الأساسي إلزام النساء بارتداء الحجاب لأن هذا شأن شخصي. لم يقل اردوغان أن الحزب معني بأسلمة المجتمع أو أنه يناصر الحجاب أو يحاربه, ولم يقل أن حزبه سوف يفتش الشواطيء بحثا عن مايوهات النساء كي تكون أكثر احتشاما, ولم يقل أن حزبه يطلب من السائحين الأجانب أن يراعوا انهم في بلد مسلم, ولم يقل إن العلمانية كفر إن لم تكن أشد خطرا, كما يقول أقطاب أحزابنا الإسلامية, ولكنه قال إن العدالة والتنمية هما الشاغلان الأساسيان لحزبه, ولهذا نجح الحزب في أن يصنع من تركيا دولة قوية الاقتصاد نجحت في محاربة الفقر, وتمكنت من تحسين أحوال كل مواطنيها في غضون فترة لم تتجاوز12 عاما. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد