شنت مقاتلات حلف شمال الأطلسي خمس غارات علي الأقل علي مشارف مدينة بني وليد التي تعد أحد آخر معاقل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء وكان مقاتلون مناهضون للقذافي. انسحبوا في وقت سابق أمس السبت من البلدة قائلين إنهم يتوقعون أن يشن الحلف ضربات جوية.في حين ذكرت الأنباء الواردة أن مقاتلات الناتو قصفت في وقت سابق صاروخين من طراز سكود تابعة لقوات العقيد المخلوع علي مشارف المدينة. وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد حشد قواته لشن هجمات جديدة ضد مواقع القوات الموالية للعقيد الهارب معمر القذافي عند مداخل ا لمدينة عقب ليلة من المعارك في شوارع المدينة اثر تحرك خلايا نائمة للثوار فيها, و كانت هذه القوات قد تمكنت من الوصول لبني وليد- إحدي المدن الأربع المتبقية التي لا تزال تحت سيطرة العقيد معمر القذافي- بعد يوم واحد من اندلاع معارك عنيفة في شوارع المدينة. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية( بي بي سي) أمس أن مناوشات وقعت في ضواحي بني وليد, وأصبحت تلك القوات علي بعد نحو كيلومترين من وسط المدينة الواقعة علي بعد نحو150كيلومترا الي الجنوب الشرقي من العاصمة طرابلس.ويقول المقاتلون المناوئون للقذافي إنهم لم يشنوا هجوما شاملا علي مدينة بني وليد, ولكن لم يكن أمامهم خيار إلا بالدخول الي المدينة بعد تعرضهم للهجوم. وقال المهاجمون إنهم شاهدوا سبعمائة مقاتل تقريبا من مؤيدي القذافي وهم من الذين كانوا قد منحوا موعدا نهائيا للاستسلام أمس. وكان شهود عيان قد قالوا- في وقت سابق- إن زخات من صواريخ' جراد' أطلقت علي مواقع للمجلس الوطني الانتقالي شمال بني وليد وشرق مدينة سرت مسقط رأس القذافي. وكان المجلس الانتقالي قد سعي خلال الأيام الماضية للتوصل إلي حل سلمي عبر المفاوضات مع زعماء قبليين لإقناع كتائب القذافي بتسليم آخر معاقله مدن سرت وبني وليد والجفرة.ومنح المجلس مهلة لأنصار القذافي للاستسلام انتهت أمس وإلا سيواجهون هجوما عسكريا شاملا. وفي بنغازي, قام مئات الاشخاص بمسيرة في مدينة بنغازي الليبية مطالبين باجراء تغيير في القيادة الليبية الجديدة في الوقت الذي تحدت فيه جماعات سياسية ناشئة حكام ليبيا المؤقتين في مذكرة قائلة ان خطتهم للحكم لا تفي بمطالب الشعب. وقام سكان بنغازي بمسيرة من مجمع محترق للعقيد الليبي المخلوع معمر القذافي يوم الجمعة الماضي وهم يرددون' اول الشهداء كانوا من بنغازي' ومنتقدين ما وصفوه ب' المتسلقين'و'الانتهازيين' في القيادة الجديدة. وأفادت تقارير إخبارية أمس بأن ليبيا عرضت نحو مليوني برميل من النفط الخام الخفيف عالي الجودة للبيع في مزايدة, مما يجعلها أكبر كمية من النفط تصل الي السوق منذ بدء الثورة الليبية. وذكرت قناة( الجزيرة) الفضائية أمس أن المجلس الوطني الإنتقالي الليبي يعتزم وضع خطة لإعادة تنظيم القطاع النفطي من شأنها أن تقلص مسئوليات المؤسسة الوطنية للنفط وتحويلها الي منظمة تجارية صرفة. وكان مسئول الصحة في المجلس الوطني الانتقالي الليبي ناجي بركات قد أعرب- في وقت سابق- عن توقعه باستئناف صادرات النفط الليبي في غضون أربعة أسابيع في أقصي حد, مؤكدا أن هذا سيوفر مطالبات القطاع الصحي في المرحلة الراهنة. في واشنطن, أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الامريكي باراك أوباما تسلم أوراق اعتماد السفير الليبي الجديد في واشنطن. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي توماس فيتور في تصريحات أوردها راديو سوا الامريكي إن الرئيس أوباما تسلم أوراق اعتماد' علي سليمان العجيلي' كأول سفير لليبيا في الولاياتالمتحدة وأحد اوائل الدبلوماسيين الليبيين, الذين يعتمدون علي المستوي الدولي منذ سقوط نظام القذافي. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز- في مقال افتتاحي عن ليبيا بثته علي نسختها الالكترونية أمس- أنه من غير الواقعي بعد42 عاما من الحكم الاستبدادي غريب الاطوار للعقيد الليبي معمر القذافي أن تكون هناك توقعات بحدوث انتقال سلمي للسلطة في الايام الاولي من ليبيا بعد رحيل القذافي. ومضت الصحيفة تقول إن هناك دلائل علي وجود نقص في إمدادات المياه والوقود وهناك قصاص و صراع علي السلطة بين القوي الثورية الفائزة كما أن هناك دلائل علي تقدمات ونجاحات علي الجبهات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والسياسية. وقالت الصحيفة إن المعاقل الاخيرة للنظام تتعرض الآن للهجوم في الوقت الذي ظل فيه الزعيم الليبي المخلوع مجهول المكان, مشيرة الي انه يتعين علي الحكومات الاجنبية الافراج عن الارصدة الليبية المجمدة لديها كما انه تمت صياغة الخطط من اجل انتخاب جمعية دستورية بحلول العام المقبل. وأشارت الصحيفة إلي أن الفنيين يعكفون الآن علي تقييم الخسائر الناجمة عن تضرر المنشآت النفطية التي تشكل98في المائة من العوائد السنوية للدولة حيث ان استئناف الانتاج بصورة كاملة قد يستغرق شهورا او أكثر. ورأت الصحيفة أن النظام الليبي الجديد يواجه العديد من التحديات واصعب هذه التحديات واكثر ما يدعو إلي القلق هو المعاملة الوحشية للافارقة ذوي البشرة الداكنة يحاصرهم الحراس والقوات الامنية التابعة للنظام. وتسلط المذكرة- التي وقع عليها56 تنظيما سياسيا معظمها من المناطق الشرقية من ليبيا- الضوء علي الانقسامات السياسية التي ظهرت بشأن مستقبل ليبيا بعد اسبوعين من اسقاط القذافي. وتقول المذكرة ان خطة المجلس الانتقالي الليبي تحتوي علي تناقضات ويجب ألا تستخدم كخارطة طريق للحكم في فترة ما بعد القذافي. وبموجب الخطة الحالية سيقدم المجلس الانتقالي استقالته ويترك البلاد لحكومتين مؤقتتين اخريين متعاقبتين للفترة الانتقالية التي من المتوقع ان تستمر18شهرا من تحرير ليبيا رسميا من حكم القذافي. وبدلا من ذلك أيد الموقعون علي المذكرة استمرار العملية السياسية مع حكومة مؤقتة تحكم الي حين اجراء اول انتخابات.