لم يعرف يوما طعم الفرح أو السعادة منذ مولده فأبوه مصاب بالشلل, وكذلك والدته, والفقر يحيط بالأسرة من كل النواحي, ويتعايش معهم ويتعايشون معه, لذلك لم يصاحب غيره طوال سنين حياته الخمس, حتي والده المشلول الذي كان بالكاد يوفر له مأكله ومشربه فاضت روحه وتركه وحيدا مع والدته يصارعان الفقر والمرض. والمؤلم ان وافدا جديدا طرق بابه, انه الفشل الكلوي المزمن, الذي احتل جسده قبل ان يخطو خطواته الاولي في مشواره الدراسي, وقبل ان يبلغ الثالثة من عمره وظل الفشل الكلوي يستنزف صحته وطفولته فهو يذهب الي الغسيل الكلوي ثلاث مرات اسبوعيا, وكان اهل الخير من جيران والدته المشلولة يتكاتفون معها في ظروفها الموحشة, حتي بلغ الخامسة من عمره, وهنا اعلنت كليته التوقف عن العمل, وتمردت علي الغسيل الدموي, وقرر له الاطباء عملية زرع كلي في اسرع وقت ممكن, ووقفت والدته تشكو الي الله والي من تعرفهم حتي تنقذ حياته, ولجأت لأهل الخير من جيرانها البسطاء, ولكن المبلغ المطلوب يفوق امكانياتها وامكانيات سكان الحي الشعبي الذي تقيم فيه مع طفلها وهو مائة الف جنيه مما جعلها تصمت منتظرة يدا الهية تنتشلها مما تعانيه, ومازال الطفل ينتظر من يمنحه فرصة في الحياة حتي يستكمل مشواره الذي لم يبدؤه بعد. كلما قرأت مأساة من المآسي التي يحملها البريد إلي يوميا اشعر بانها اصعب حالة في كومة رسائل اليوم.. لكن اكتشف المزيد والمزيد من الحالات المستعصية علي الحل والتي اقف عاجزا أمامها, ومتطلعا الي اهل الخير الذين لم يخذلوني ابدا في الاخذ بيد مريض ومساعدة محتاج.. وإنني استعطفهم لانقاذ هذا الطفل الذي يصارع الموت, فربما يكونون سببا في شفائه والفوز بما قدره الله لهم من جوائز السماء يوم لا ينفع مال ولابنون الا من اتي الله بقلب سليم.