في إطار جولة بأوروبا الشرقية تهدف إلي تفعيل علاقات مصر بتلك الدول زار وزير الخارجية السيد محمد كامل عمرو كل من صربيا والتشيك وبولندا( التي نتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي في الفترة الحالية). وأكد وزير الخارجية في حوار خاص للاهرام ان الجولة ركزت بجانب حشد التأييد للقضية الفلسطينية علي الموضوعات الاقتصادية والتجارية حيث تسعي مصر في هذه المرحلة لتعزيز التبادل التجاري مع تلك الدول, واجتذاب المزيد من الاستثمارات عن طريق الترويج للفرص التصديرية الكبيرة المتاحة انطلاقا من اتفاقيتي الكوميسا وأغاديروفيما يلي نص الحوار: بداية, لماذا تم عقد هذه الاحتفالية في مدينة بلجراد, رغم أن عدم الانحياز ولدت بعيدا كثيرا عن هنا.. في باندونج بأندونيسيا؟ هذا الاجتماع هو احتفال خاص بمرور50 عاما علي عقد أول قمة لحركة عدم الانحياز علي مستوي القمة, وكان هذا في بلجراد بوصفها آنذاك عاصمة' يوجوسلافيا', وكان هذا حدثا هاما للغاية حيث دشن خروج الحركة إلي العالم الخارجي في إطار أكثر قوة ومؤسسية, وكان حضور رموز وقمم الحركة التاريخيين مثل الرؤساء عبد الناصر ونهرو وتيتو وسوكارنو ونكروما حدثا غير مسبوق. وأود أن أضيف أن هذه الاحتفالية, التي عقدت برئاسة مصر بوصفها الرئيس الحالي للحركة, لم تكن احتفالية مراسمية, بل شهدت نقاشات جادة ومتعمقة حول مستقبل الحركة والتحديات التي تواجهها, وبخاصة وسط ما يشهده العالم من تطورات سياسية درامية وتحديات اقتصادية واجتماعية متنامية, حيث ساد الاقتناع بضرورة مواصلة عدم الانحياز لدورها النشط والفعال والبناء نحو تحقيق مصالح دولها وتطلعات شعوبها. ولكن, ألم تفض نهاية الحرب الباردة وانفراط عقد المعسكر الشرقي إلي انتفاء الحاجة للحركة برمتها؟ أعني أن الحركة قامت علي فرضية أساسية وهي عدم انحياز دولها لأي من المعسكرين المتنافسين, فماذا عن الآن؟ نعم, كان ذلك الطرح أحد الفرضيات الأساسية التي استند إليها قيام الحركة, لكنه لم يكن الوحيد, حيث كانت هناك أهداف رئيسية أخري عديدة, وفي مقدمتها تعزيز التعاون بين الدول النامية, وتوفير محفل خاص بها للتنسيق والتشاور بشأن ما يواجهها من تحديات, وحشد ومضاعفة الوزن التفاوضي والقوة السياسية للدول النامية في المحافل الدولية, وبخاصة الأممالمتحدة, وكلها أهداف مازالت سارية, بل ومطلوبة في عالمنا المعاصر حيث تتجه الدول للتكتلات السياسية والاتحادات الإقليمية, مما يفرض علي الدول النامية المحافظة علي تماسك صفوفها وتدعيمها. هل لنا أن نعرف أين كانت قضية فلسطين في هذه الاحتفالية؟ كما قلت في بياني الختامي للاجتماع, فقد كانت القضية الفلسطينية وستظل في قلب حركة عدم الانحياز, حيث التزمت الحركة منذ إنشائها بتأييد الآمال المشروعة للشعب الفلسطيني في ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة, ومن هنا فقد انتهزت فرصة الاجتماع لعقد عدد كبير من الاجتماعات لحشد تأييد دول الحركة للجهود الفلسطينية للحصول علي اعتراف الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية, وعاصمتها القدسالشرقية, علي أساس حدود الرابع من يونيو لعام1967, وكذلك تأييد حصول الدولة الفلسطينية علي العضوية الكاملة في الأممالمتحدة, وهي حقوق مشروعة وثابتة للشعب الفلسطيني أكد عليها البيان الختامي. ما هي أبرز ما توصلتم اليه من مباحثات مع الجانب التشيكي ؟ المباحثات دارت حول تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومطالبة الجانب التشيكي بالدخول بقوة للسوق المصرية والاستفادة من الفرص التصديرية الكبيرة المتاحة من مصر انطلاقا من عضويتها في الاتفاقيات الإقليمية الرئيسية مثل الكوميسا واتفاقية أغادير, فضلا عن السوق المصرية ذاتها باتساعها ورواجها. كما دعا وزير الخارجية لاستعادة ومضاعفة أعداد السياح التشيك لمصر, الذين أظهرت آخر الإحصائيات أن عددهم يفوق الربع مليون سائح سنويا. كثر الحديث عن اتفاقية السلام فما هو موقف السياسة الخارجية لمصر من هذه المعاهدة ؟ في الحقيقة يجب النظر الي موقف مصر من جميع التزاماتها واتفاقياتها الدولية, فمصر دولة معروفة باحترامها والتزامها وتحترم جميع التزاماتها الدولية طالما الطرف الاخر يحترم حرفية وروح التزامه الدولي.ومن هذا المنطلق وفي هذا الاطار يأتي موقف مصر من معاهدة السلام فنحن نحترم التزاماتنا طالما الطرف الآخر يحترم التزاماته وليس فقط النص ولكن ايضا الروح وهذا موقف مصر ليس فقط من معاهدة السلام ولكن من أي معاهدة اخري التزمت بها مصر عن رغبة وعن طواعية. تماذا تقصد باصلاح الاممالمتحدة ؟ وكيف يتم إصلاحها؟ الاممالمتحدة بوضعها الحالي تعكس ما كان عليه الوضع بعد الحرب العالمية الثانية وليست الاممالمتحدة فقط بل جميع المنظمات الدولية سواء السياسية او منظمات التمويل مثل البنك الدولي او صندوق النقد تعكس حقائق كانت موجودة عام1949 بعد الحرب العالمية الثانية كانت هناك دول تسيطر علي العالم تسمي الدول العظمي. أما الآن تغير الوضع تماما فظهرت قوة بازغة لم تكن موجودة في هذا الوقت مثل اليابان والصين والهند وكذلك مصر وجنوب افريقيا واذا أرادت الاممالمتحدة وهذه المنظمات ان تكون ذات علاقة بالواقع يجب ان تعكس الواقع الذي علي الارض لذلك هناك جهود في اعادة النظر بالنسبة للدول دائمة العضوية في مجلس الامن فهي نفس الدول التي كانت موجودة منذ الحرب العالمية الثانية ولهم حق النقض, ونفس الشئ في حصص التمثيل مثلا صندوق النقد الدولي او البنك الدولي فالوضع القائم الان يعطي القوة الي الولاياتالمتحدة وتكتل الدول الغربية واليوم هناك قوة اقتصادية جديدة مثل الصين صاحبة ثاني اقوي اقتصاد في العالم وهناك قوة في امريكا اللاتينية وافريقيا ولابد ان ينعكس هذا علي وجود هذه الدول في هذه المنظمات الدولية. كلمة أخيرة لوزير الخارجية ؟ الخارجية المصرية جهاز عريق وجهاز وطني لا هم له الا الدفاع عن وحماية المصالح المصرية في الخارج وكما قلت مرارا وتكرارا ان اهم اهتمامات الوزارة المواطن المصري في الخارج ثم مصالح مصر القومية فالخارجية المصرية هي خط الدفاع المتقدم جدا لمصالح مصر فهو جهاز أعطته مصر الكثير وعليه ان يرد الجميل