«هل هلالك شهر مبارك».. عبارة خالدة في أذهان الجميع كل عام بحلول شهر رمضان الكريم، حيث تتزين الشوارع بالفوانيس والأنوار والزينة، وتدوى الأغانى الرمضانية صداها، وتشع أجواء البهجة من كل مكان، ويحرص المواطنون على شراء الياميش والفوانيس لصغارهم مهما بلغت أسعارها، وعلى الرغم من ذلك فهى ليس عقائد خاصة بالمسلمين فقط بل يشارك الأقباط فيها بروايات مختلفة لكلاً منهم فالبعض يصوم أيام، وآخرين يحرصون على إفطار المسلمين على الطرق وقت أذان المغرب، وغيرها من حكايات الأقباط في رمضان نرصدها لكم. تواظب حنان قلدس، على الصيام فى رمضان بضعة أيام صومًا كاملاً كل عام لاسيما أيام العزومات مع أصدقائها على الإفطار، بينما أثناء وجودها فى العمل لا تأكل أو تشرب أمام مسلم مهما حدث، وتحرص على تناول الفطار في البيت أو قبل وصولها للشغل حتى لا تلفت انتباهم لها. وتروى «حنان» أحد المواقف الطريفة التى صادفتها في شهر رمضان، فتقول: «فى يوم ذهبت للفطار مع أصحابي فى أحد المطاعم، وصلت قبلهم بساعة وبات الجميع ينظر لىّ بدهشة واستغراب مما تتسب في إحراجى.. وكنت محتاجة أشرب وظلت صائمة حتى المغرب». فيما تسعى دائمًا شيرين صليب، إلى عدم تناول المأكولات والمشروبات أمام زملائها في العمل، كنوع من الذوق والاعتياد، وتهتم بالإفطار يوم في رمضان معهم كمحبة في الأجواء الرمضانية، معلقة «شهر بيستناه كل الناس ليس المسلمين فقط.. بس مهم الصيام عن الأخطاء وليس الأكل والشرب». اقرأ أيضًا.. وزير الأوقاف يدعو إلى إخراج زكاة المال: العناية بالفقير من فقه الأولويات وعبرت عما يثير إزعاجها في شهر رمضان هو ترديد بعض الأشخاص في وجهها «استغفر الله العظيم» عن عمد مما يشعرونها وكأنها مرتكبة ذنبًا، قائلة «الصيام بين الإنسان وربنا.. أنا مالي يعرفنى بصيامه». وتقول دميانة عماد، «اتعودنا في رمضان نخرج نوزع تمر والمياه على الصائمين وقت الفطار.. وأصحابنا المسلمين بيجوا الدير يعيدوا معانا في عيادنا فالمحبة متبادلة .. واحتفالات شهر رمضان من أكثر المناسبات فرحة بالسنة». وتبدأ مارينا عزت، حديثها بابتسامة فرحة عن التعامل مع الصائمين من زملائها في الجامعة والعمل، مؤكدة أن والديها منذ الصغر كانوا قبل شهر رمضان ينبهون عليها بأن الأكل أو الشرب أمام أحد صائم عيب، وليس إجبار على صيامها ولكن كنوع من احترام العقائد وكان أمرًا صارمة في البيت، على حد قولها. وعن صومها في رمضان، فتقول «اتعودت من 7 سنين أصوم مع أصحابي كنوع من المشاركة والمحبة بيننا، وأوقات بيجيبولى فانوس هدية، ولا يتعارض على الإطلاق مع ايماني بعقيدتي، كل واحد حر، والصيام ما هو إلا لفتة إنسانية، واعرف مسلمين بيحرصوا على صيام العدرا». وأضافت أن اليوم الذى تصومه تنسق معهم من قبلها على موعد السحور ولا تأكل أو تشرب من الفجر، والإفطار مع الإذان عند أحد أصدقائها وسط أسرتهم، مما يشعل غيرة حميدة بين أصدقائها وكلاً منهم يطالبها بالصيام يوم معهم يوم، فأصبح صومها بدل اليوم أربعة أو خمسة أيام، مع كل صديقة على حدى. وذكر موريد مكرم طبيب الجراحة، أن المسيحين يصومون معظم العام ومتدربون غالبًا على الصوم الانقطاعي ثم الإفطار على الأكل النباتي فقط، بل يقدسون الصوم ويعرفون أهميته من الناحية الدينية، وبأنه وسيلة فعالة للتقرب إلى الله و ابتغاء رضاه. وتابع: «لذلك نشعر بمشاعر أخوتنا المسلمين و نكون في منتهى السعادة بذلك الشهر وكثيرًا ما تتزامن أيام صومنا لتؤكد الإخوة والمحبة، وأنا اتعامل مع زملائي بنفس المنطق وسعادة لمشاركتهم مشاعر الصيام، ولكن الآن أصبحت صحتي لا تسمح بذلك، ولكنى أُكن لكل زملائى كل الاحترام أثناء العمل و مراعاة لمشاعرهم». وعلق القس يوسف سمير، راعي الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، على صوم المسيحيين مع المسلمين، معتبره نوع من المشاركة وهو أمر حميد وتكون اجتهاد فردي نابع من الإنسان، موضحًا أن من يصوم لا ينتظر أحد يخرجه عن صيامه إذا أكل أمامه، فهو يتعبد إلى الله ولا يتأثر بمن حوله. وأضاف «سمير» ل«أهل مصر» أنه لا يوجد تعليمات من الكنيسة على مراعاة شعور المسلمين وقت صيامه ولكن المدارس هى ما توعى الصغار لاحترام عقائد زملائهم، مشيرًا إلى مشاركته أيام الثورة بتقديم الفطار للمعتصمين في الاتحادية.