قبل أيام من بدء العام الدراسي الجديد.. "قهر الطلاب" بين عذاب الغربة ونار الأسعار.. الإيجار يصل ل5 آلاف جنيه

يبحث طلبة وطالبات الجامعات المغتربين، في هذا الوقت من كل عام، مع بداية العام الدراسي، عن سكن قريب للجامعة الملتحقين بها، للإقامة بها أثناء فترة دراستهم في الكلية المخصصة لهم، على أن يكون مكان السكن قريب من الجامعة الخاصة بهم.
ويضم سكن المغتربين الآلاف من الطلاب والطالبات المسافرين بعيدا عن الأهل ومسقط رأسهم، رغبة فى تحصيل العلم ونيل شهادة عالية تكون سندا لهم فى الحياة.
وشهدت الإعلانات عن بيوت المغتربات، هذا العام زيادة في أسعار الإيجارات، من قبل أصحاب البيوت، مبررين ذلك بأن زيادة الأسعار طبيعية مع الغلاء القائم على كل شئ من كهرباء ومياة وغاز .
وتتباين أسعار بيوت المغتربين من مكان لآخر، حسب المكان ومساحة الشقة والخدمة المقدمة فيها، حيث يبدأ الإيجار الشهري لغرفة فردية من 600 جنيه، في المناطق الشعبية، مثل بولاق وامبابة والجيزة، أما إذا كانت الغرفة زوجية فيصل سعر الإيجار الشهري إلى 350 جنيه، وللثلاثية 200 جنيه، فكلما زاد عدد الأفراد في الغرفة كلما تقاسموا المبلغ عليهم.
أما منطقة بولاق الدكرور فتعد ملجأ لطلاب الأسر المتوسطة والفقيرة، حيث يصل سعر الغرفة الواحدة بسريرين إلى 600 جنيه، وفى منطقة فيصل والطالبية والمريوطية يصل سعر الغرفة ل 700 جنيه والسرير الواحد إلى 450 جنيهًا.
وتشتكي تلك الفئة من قاطني هذه الشقق بتلك المناطق، من سوء الخدمة المقدمة في الشقة، نظرًا لغياب بعض الوسائل كالمراوح والتلفزيونات والغسالات، ناهيك عن تعطل بعض الاجهزة الاخرى كالسخان والثلاجة، وانقطاع المياه في كثير من الأحيان.
أما الطلاب ميسوري الحال، فيقومون باستئجار شقة لهم، على أن يتعاونوا كمجموعة من الطلاب ويقوموا باستئجار الشقة، وتقسيم الإيجار عليهم، وتتراوح أسعار إيجارات الشقق التي يقصدها هؤلاء الطلاب من 2500 إلى 5000 آلاف جنيه، حيث تكون الشقة في منطقة راقية، ومجهزة بالإمكانيات التي تتناسب مع السعر.
والأمر بالنسبة لطلاب جماعة عين شمس لا يختلف كثيرا عن طلاب القاهرة، إلا أن الأسعار فى القاهرة تزيد على قرينتها فى الجيزة، حيث تبلغ متوسطات أسعار الإيجارات فى منطقة العباسية التى تتواجد بها الجامعة ما بين 1700 جنيه إلى 3 آلاف جنيه، وذلك بحسب موقع الشقة ومساحتها، وهذه الأسعار تشهد ارتفاعًا فى المناطق والأحياء المحيطة بالجامعة كمنطقة مصر الجديدة والتى يصل فيها متوسط سعر الإيجار ل 6000 جنيه، يرتفع فى شارع الثورة الرئيسى إلى 16 ألف جنيه، ويتعدى ال10 آلاف فى شارع الميرغنى.
وفي بحثنا عن بيوت المغتربين من الطلبة والطالبات، حاورت "أهل مصر"، ريهام عاطف، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الأداب جامعة القاهرة، أتت ريهام من سوهاج إلى القاهرة لتلتحق بكلية الآداب، وتقنط هي وأربعة من زملائها بشقة بمنطقة البحوث، لتكون قريبة من جامعة القاهرة.
تقول ريهام لأهل مصر، أنها تسكن هي وزميلاتها في بيت سكني، مكون من 7 طوابق، ويمتلكهم رب أسرة يقنط هو وأسرته بالطابق الاول، بحيث خصص باقي طوابق المبنى كسكن للمغتربات وفقًا لمجموعة من القواعد التي قام بوضعها حفاظًا على أمن وسلامة الطالبات.
ويبلغ الإيجار الشهري للشقة التي تقنط بها ريهام هي وزميلاتها، 2000 جنيه، مقسمة عليهم، مشيرة إلى أن الأسعار تختلف على حسب الطابق، فكلما ارتفع الطابق كلما قل السعر، نظرًا لعدم وجود أسانسير بالمكان.
وتشير ريهام إلى تحمل صاحب البيت فواتير الكهرباء والماء، وأن الشقة التي يستأجرونها واسعة وأن لكل فتاة غرفة بها، مما يجعلها تستمر بالتعامل مع صاحب المبنى هي وزميلاتها.
من جانبها قالت "إسراء محمد"، والتي تستأجر شقة بمنطقة "بين السرايات"، تقول إسراء ل"أهل مصر"، إنها اختارت تلك المنطقة لتكون قريبة من كلية الإعلام جامعة القاهرة التي تلتحق بها.
وأشارت إسراء إلى أنها تفاجئت بغلو أسعار الإيجارات بمنطقة بين السرايات، حيث يبلغ إيجار الشقة الشهري، 2000 جنيه، مشيرة إلى أن السماسرة يستغلون ظروف الطلاب واحتياجهم لتلك الشقق، في رفع سعر إيجارات الشقق.
وفي سياق متصل، تستأجر "أسماء يوسف"، شقة سكنية بمنطقة شارع القصر العيني، بإيجار شهري 35000 جنيه، نظرًا لمكان الشقة المتميز والمطل على محطة مترو السادات بمنطقة التحرير.
تقول أسماء ل"أهل مصر"، إنها تتشارك هي و5 من زميلاتها في السكن بالشقة، وذلك لتخفيف غلو الإيجار بتقسيمه عليهم، مشيرة إلى أنها تعمل بجانب الدراسة، وذلك حتى تستطيع توفير الأموال في بداية كل شهر، مشيرة إلى أن مكان عملها يبعد مسافة قصيرة عن سكنها، مما جعلها تفضل تلك الشقة.