صارت برامج المقالب بمثابة "طقس" من طقوس شهر رمضان الكريم، برامج المقالب شهد ما يمكن وصفه بالتطور الطبيعى لفن برامج المقالب، فقد بدأت البرامج بمقالب في مواطنين عاديين، إلى أن وصلت لمقالب من الفنانين في زملائهم بالوسط الفني. وفيما يلى، ترصد "أهل مصر" مراحل تطور برامج المقالب: - إبراهيم نصر: قدّم عددًا كبيرًا من المواسم الرمضانية من برامج المقالب، والتى لعب فيها “المكياج” دورًا كبيرًا فى بناء وصياغة وإحكام حبك المقلب، فبالرغم من أن وجه إبراهيم نصر مألوف للكثيرين إلا أنه كان ينزل بنفسه إلى الشارع ويتعامل مع الناس ويقوم بتنفيذ المقلب معتمدًا على إحكام الماكياج وتغيير الشكل بعدة طرق. واعتمدت برامج إبراهيم نصر كلها على التعامل مع الجماهير والمشاهدين العاديين وتنفيذ مقالبها فى الشارع، والتى كانت مقالب فى غالبها طريفة ومرحة، وإن شهدت أحيانًا بعض المواقف المزعجة أو المهينة لمن يقعون فى دائرة البرنامج، ولكى يتمكن إبراهيم نصر من مواصلة نجاحة لعدّة سنوات متصلة حفظت فيها الجماهير تفاصيل شكله وجسمه وحركاته وتنكره، اضطر إلى التخفىّ فى أشكال وأزياء مختلفة ومغايرة فى كل موسم، وأحيانا أثناء الموسم الواحد، فمرّة فى شكل الصعيدى ومرة فى شكل النوبى، ومرة أخرى يخرج علينا فى شكل امرأة، وهى شخصية "ذكية زكريا" التى استخدمها فيما بعد فى فيلم سينمائى حمل اسمها، وغيرها من الشخصيات النسائية والذكورية التى حفل بها البرنامج فى أعوام تقديمه الطويلة. - إدّينى عقلك: أما برنامج “إدينى عقلك” فقد كان أحد أكثر برامج المقالب شهرة، ولاقى نجاحًا كبيرًا منذ عرض الحلقات الأولى منه، وهو النجاح الذى لم يتوفّر كثيرًا للعديد من برامج هذه النوعية، وهو ما أهّله إلى الاستمرار لسنوات طويل وبشكل منتظم، ويعتمد “إدينى عقلك” على وضع المواطنين البسطاء فى مختلف المواقف المستفزة والكوميدية فى نفس الوقت، فكان يعتمد على استفزاز الناس وقياس ردود أفعالهم بطريقة مرحة ولطيفة وترسم البهجة والبسمة على شفاه ووجوه المشاهدين. -حسين الإمام: كان للنجم حسين الإمام شكل جديد ومميّز فى تقديم برامج المقالب، ومن البرامج التى قدّمها “حسين على الهوا”، والذى اعتمد فيه على استضافة الفنانين وعمل المقالب فيهم داخل الاستوديو، وكان هذا البرنامج هو بداية هذا النوع من برامج الكاميرا الخفية، وبعد أن كانت هذه البرامج مسلّطة على المواطنين والجماهير العاديين أصبحت مسلطة ومستهدفة للنجوم والفنانين، فكان يأتى إليها الفنان الضيف لتصوير حلقة عادية من برنامج فنى، لتبدأ المواقف الطريفة فى الظهور بشكل متتابع عن طريق انفجار أحد أسلاك الكهرباء أو من خلال مكالمة هاتفية تعمل على إثارة واستفزاز الضيف، أو عبر جريمة قتل تقع داخل الاستوديو، وبرنامج "ما تيجى أقولك"، والذى وقع ضمن دائرة ضحاياه فيه عدد كبير من النجوم، كما قدم برنامج المقالب "بالبيجامة". - رامز جلال: اعتاد الفنان الشاب رامز جلال تقديم برامج المقالب منذ عدّة سنوات، والتى أثارت الجدل ونالت قدرًا وافرًا من الانتقادات والهجوم كونها تعتمد بشكل كبير على تخويف الضيوف من النجوم، ولعلّ هذا هو التحول الأكبر الذى شهدته برامج المقالب والكاميرا الخفية منذ بدايتها، عبر تحويل ضحاياها المستهدفين من الجماهير والبشر العاديين المطحونين إلى النجوم والممثلين، لتصبح الضحية المرفهة من نوعية تليق ببرامج الترفيه. ومن أبرز برامج المقالب التى قدمها رامز جلال، برنامج “رامز عنخ آمون”، ورامز قلب الأسد، رامز ثعلب الصحراء، و“رامز قرش البحر”"وررامز واكل الجو " واخيرا رامز بيلعب بالنار " - فؤش: وضمن السباق المشتعل منذ أعوام طويلة فى إطار برامج المقالب والكاميرا الحفية، دخل النجم والمطرب محمد فؤاد لأول مرة إلى عالم برامج تقديم المقالب ببرنامجه “فؤش فى المعسكر”، وهو البرنامج الذى يعتمد على فكرة جريئة وطريفة ومُكلّفة إنتاجيًّا، وتتلخص فكرته في ونقل الضيف إلى معسكر إسرائيلي، ويتم التحقيق معه من قبل إسرائيليين.ويتعامل فيها مع النجوم والفنانين لا مع البشر والجماهير العادية، وهذا هو التحول الأبرز الذى شهدته برامج الكاميرا الخفية طوال السنوات الماضية، ولاقى برنامج محمد فؤاد سيلًا كبيرًا من الانتقادات بمجرد عرضه، حيث أعلن كثيرون من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى أن البرنامج غير مقنع وأن التمثيل والافتعال واضحان جدًّا فى كل حلقات البرنامج. -هاني رمزي: الفنان هاني رمزي قدم موسم رمضان الماضي برنامج “هبوط اضطراري”، والذي تقوم فكرته على استضافة فنان في طائرة وإيهامه أنها تسقط، ومن المقرر أن يقدم برنامج مقالب جديد هذا العام. وكرر التجربة مرة أخرى هذا العام من خلال برنامج "هانى فى الأدغال" فى تقليد فى البرنامجين لنفس أفكار رامز جلال، ولم يحقق "رمزى" النجاح المأمول مقارنه ببرنامج "رامز" حيلهم بينهم والحكم بعد المزاوله وبركات ملك الحركات ومع مرور الوقت بدأت برامج ” المقالب” تتخذ أشكالا ومناحي عدة، ولم تعد تقتصر على الكوميديا الخفيفة التي تُدخل البهجة على الجمهور، إذ عمد عدد من مقدمي البرامج والفنانين على استضافة المشاهير والاعلاميين ورجال الرياضة وغيرهم، وتقديم مواقف كوميدية وعنيفة ومرعبة في بعض الوقت معهم، وهو المنحى الذي اتخذه عدد من منتجي تلك البرامج في تقديمهم لبرامج المقالب، وعلى رأسهم برنامج "حيلهم بينهم" الذي قدمه الفنان عمرو رمزي، حيث عمد في برنامجه على استفزاز الفنانين والمشاهير، وتوالت فكرة هذه البرنامج مواسم عديدة قدمته الإعلامية هبة مندورط تحت اسم "حيلهم بينهم كمام وكمان"، وفي موسم آخر تحت اسم "حيلهم بينهم من الآخر" تقديم الفنانة "إنجي على مع الفنان إدوارد". واتخذت برامج المقالب منحنى آخر، حيث ظهر برنامج "الحكم بعد المزاولة" لمجموعة من الشباب ودارت فكرته حول خداع الفنانين بأنهم يصورون في قناة اسرائيلية، ودارت فكرة البرنامج حول قياس حب الوطن لدى الفنان أو الإعلامي المستضاف، وكان له أكثر من جزء، وآخر جزء له كان "الجاسوس" الذي يعرض حاليا. وظهرت برامج أخرى منها بين السما والأرض وتدور فكرته حول وجود الضيوف داخل أسانسير وفجأة يتعطل، وبداخله يدور المقلب، وبرنامج ” فلفل شطة ” عبارة عن برنامج طبيخ، تحدث مشاحنات واستفزاز من مقدمة البرنامج بالإتفاق مع الشيف، وبرنامج ” بركات ملك الحركات ” في أولى تجارب لاعب الكرة الشهير محمد بركات في التقديم وكان للبرنامج أكثر من جزء، وبرنامج باسم ” مراتي في ورطة” و”الزفة” وتتلخص فكرتة في اكتشاف الزوجة أو الخطيبة بأن حبيبها يتزوج أمامها وتفاجئ بفرحة وزفته مع عروسة أخرى أمام أعينها، لنشاهد كيف تتصرف حينما ترى ذلك الموقف. - ريهام سعيد: واتجهت الإعلامية "ريهام سعيد" إلى تقديم مثل هذه البرامج لتكشف شخصية الفنان الحقيقية أمام جمهوره وقدمت العديد من البرامج منها "من غير زعل"، وبرنامج "قلبك أبيض".