يعد النجم الكبير هشام سليم فنان صاحب تاريخ فني كبير، بدأ مسيرته الفنية منذ 45 عاما، وبمجرد «الطلة الاولى» له فى فيلم «امبراطورية ميم» مع سيدة الشاشة العربية، توقع الجميع له مستقبل مشرق نظرا لما يتمتع به من موهبة فريدة جعلته محتفظا بنجوميته حتى الآن. وبنظرة سريعة إلى أرشيفه الفنى نكتشف أنه عمل فى أفلام تؤرخ للسينما المصرية مثل «امبراطورية ميم، عودة الابن الضال، الناظر، لاتسألني من أنا، فضيحة العمر، إسكندرية كمان وكمان، كريستال والأراجوز»، ودراميا قدم مسلسلات تعد علامات مضيئة منها «ليالي الحلمية، أرابيسك، امرأة من زمن الحب، الراية البيضا، المصراوية، هوانم جاردن سيتي وأماكن في القلب». النجم الكبير يخوض الماراثون الدرامى هذا العام بعملين من العيار الثقيل، الأول هو الجزء السادس من المسلسل الكبير «ليالى الحلمية» والثانى مسلسل «كلمة سر» مع نجمة الغناء التونسية لطيفة. «أهل مصر» التقت النجم الكبير ليحدثنا عن العملين وكواليسهما، وعمله مع جيل الكبار، لنعرج معه فى الحوار الى حياة والده الاسطورة صالح سليم وسر تأخر تقديم عمل عن حياته، وعلاقته ببناته الثلاثه زين الشرف وقسمت ونورا. * ما أن شرع المؤلفان أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين فى كتابة الجزء السادس من مسلسل «ليالى الحلمية» حتى ثارت ضجة ما بين مؤيد ومعارض، كيف كانت حساباتك وأنت توافق على هذا العمل، وكيف رأيت هذه الضجة؟ ** حساباتى تلخصت فى أن يكون العمل جيد ومشرف، وهذا موجود والحمدلله، وبالنسبة للكتابة، فالفكرة الأصلية التى أرادها الكاتب الراحل أسامه أنور عكاشة من «ليالى الحلمية» هو سرد المتغيرات السياسية والاجتماعية التى حدثت فى المجتمع المصرى، وبعد خسارته ورحيله ومعه المخرج الراحل اسماعيل عبد الحافظ، فات وقت كثير جدا، وفكرة أن نستعرض التاريخ والمتغيرات الماضية ورصد التطورات الاجتماعية والسياسية، وفهم ما حدث وكيف حدثت كل هذه التغيرات، فكرة ليست سيئة بالعكس جيدة جدا. وأنا لست ضد أن يظهر كل 10 سنوات مجموعة من الأشخاص الأكفاء والمتميزين ويقدموا هذا الفكر، ويعرضوا لهذة الفكرة، فمثلا فى أمريكا المسلسلات تنفذ هناك على أجزاء، وليس شرطا أو ضرورى أن يكون المؤلفين أو المخرجين المنفذين لهذه المسلسلات هم نفس الصناع الحقيقيين، هناك مسلسلات يكون فيها أكثر من مخرج ومؤلف، وبالتالى «مش عيب» أن نفعل ذلك، لكن المهم ألا نقدم شيئا ضعيفا ينتقص من النجاح الكبير السابق، بالعكس من المهم أن نستمر فى هذا النجاح وألا نفشله. * أليست مخاطرة كبيرة أن تقدم أجزاء لأعمال حققت نجاحات مدوية مثل ليالى الحلمية؟ وتصبح المسأله مغامرة لو جاءت الأجزاء الجديدة ضعيفه؟ ** ماهى طول عمرها المسأله مغامرة، لأن الفن لأصلا مغامرة، ومفيش حاجه فى الدنيا الناس هتوافق عليها كلها أو هترفضها كلها، ستجد باستمرار ناس تقول «ده وحش وده حلو»، وآخرون يقولون العكس «ده حلو وده وحش» لأن الفن في الأصل أذواق. * وكيف رأيت النص الذى كتبه المؤلفان؟ ** والله أنا رايت انهما يسيران على نفس الخط بنفس الطريقة، يستعرضوا أيضا العائلة كلها «ماشية ازاى وفيها ايه وبيحصل فيها ايه، ومكتوب بطريقه كويسه»، الفارق فقط الذى أراه غياب أسامه أنور عكاشة مؤلف النص، لكنهما كمؤلفين موجودان، فلراحل اسامة فارق كشخصية وليس فارق كتابة، ولكنهما يسيران على نفس النمط تماما. *وأين ستتوقف أحداث المسلسل زمنيا؟ ** كما شاهدنا العمل بدأ باستعراض المتغيرات التى طرأت من منتصف التسعينات حتى عام 2011، وسنتوقف عند عام 2011. * وهل تتطرقون لثورة يناير؟ ** بالطبع لا، لاننا لو دخلنا إلى ثورة 25 يناير وأحداثها وما جرى فيها سنتحتاج إلى مجلدات ومجلدات وليس مجرد نص درامى واحد. *وكيف رأيت ردود الفعل حتى الآن على العمل؟ **من المستحيل أن ترضى الجميع، وبالتأكيد ستجد من يهاجم ومن يعجبه الجزء الجديد، وأنا حتى الآن أرى اننا نسير بشكل جيد، وردود الأفعال التى وصلتنى مبشرة جدا. *لكن هناك من رأى أن الجزء السادس ضعيف ولا يتوازى مع قوة الأجزاء السابقة؟ **كما قلت، من حق أى شخص أن يدلى برأيه، وأنا لن أصادر رأى أحد، لكن المقارنة بين الجزء السادس من العمل والأجزاء السابقة، اعتبرها مقارنة قاسية. *لماذا؟ ** لأن المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة هو أسامة أنور عكاشة، والمخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ هو إسماعيل عبد الحافظ بقيمتهما ومكانتهما، والناس اعتادت على «ليالى الحلمية» بشكل معين، لكن ما أقوله إن كل شيء في هذه الدنيا يتغير، حتى الكاميرات التى نعمل بها تتغير، فما تستطيع تصويره الآن بالكاميرا الحالية، لم نكن قادرين على فعله من 20 عاما مثلا، فكاميرات الدراما تطورت إلى درجةأنها أصبحت تضاهى كاميرات السينما، حتى طريقة التصوير أصبحت مختلفة تماما، وبالتالى الشكل الذي نصور به الآن بالتأكيد مختلف عن الشكل المرتبط فى أذهان من شاهد الأجزاء السابقة. وبالتالى ستجد أشخاص معجبون بهذا الجزء وآخرين لايعجبهم، لأنه كما قلت، الفن مسأله أذواق وتقبل ليس أكثر من ذلك. *فى عملك الثانى «كلمه سر» بالتأكيد وجدت فى النص مايجذبك لقبوله؟ ** ما أعجبنى فى هذا العمل أن فكرته مشوقة، فالمسلسل ينتمى للدراما التشويقية، وهى من النوعيات القليلة التى تقدم على الشاشة فى الفترة الأخيرة، كما أن الدور استهوانى بصراحة، رغم أنه دور «مجنون خالص» ولكن صعب جدا جدا ومن أصعب الأدوار التى عرضت عليّ فى حياتى. *هناك ملحوظة فى هذا العمل أن لطيفة البطلة تخوض التجربة الأولى لها دراميا بعد تجربتها غير الموفقة مع يوسف شاهين فى السينما، والفنانه سماح أنور للمرة الأولى كمنتجة، كيف نظرت لهاتين الملاحظتين وكيف وجدت التعامل مع لطيفة أمام وخلف الكاميرا؟ ** لطيفة وجدتها فعلا لطيفة جدا أمام وخلف الكاميرا، و«جدعة» جدا وجميلة كإنسانة، بعيدا عن العمل وعلى المستوى الانسانى وفى التعامل معها فى الكواليس، وهذا ما يهمنى فى المسأله، أنا كسبت فعلا لطيفة، ومعرفتها فى هذا العمل. وبالنسبة لسماح أنور هى سماح، وطالما هى على قدر الحاجه التي تؤديها فهذا هو المهم، وأتمنى لها التوفيق فى تجربة الإنتاج. *هناك من يرى أن «كلمة سر» سحب البساط من دورك فى «ليالى الحلمية»؟ **المقارنة بين العملين لا تجوز، لأن كليهما مختلف، ف«اليالى الحلمية» دراما اجتماعية ملحمية، موضوعها مختلف عن مسلسل «كلمه سر» الذى يأخذ الطابع التشويقى، وبالفعل سمعت بعض هذا الآراء. *هل أنت حزين لعدم تصدرك «تيترات وأفيشات» المسلسل؟ ** أرى أن اسمى وصورتى جاءوا بشكل مرضى، وأنا تعودت من زمان اننى لا أتحدث فى هذا الأمر، واترك هذا الموضوع لصاحب الحق فى ترتيب الأسماء وأتركه لذوقه وتقديره، «وياما خدت منها مشاكل كتير بسبب هذه الأمور، لكن خلاص مابقتش تفرق معايا فى السن ده، مش هتفرق أن اسمي يبقى الأولانى ولا التانى» أنا عندى تاريخي المعروف. * بالحديث عن تاريخك الكبير، وبنظرة لأرشيفك السينمائى نجد انك شاركت فى اعمال تؤرخ للسينما المصرية، فقد عملت مع الكبار أمثال فاتن حمامة ويوسف شاهين وعمر الشريف وحسين كمال وداود عبد السيد وشريهان ويحى الفخرانى وكثيرين، فما الذى عاد عليك فنيا من عملك مع هذه القمم؟ ** الاستفادة إننى حتى الآن «عايش» فنيا وموجود ومستمر على مدار 45 سنه فن. * لكن رغم هذه المشاركات الكبيرة فى أفلام مهمة، هل تشعر أنك وجيلك ظلمتم سينمائيا؟ ** والله مش عارف اقدرها ازاى، ولكن السينما كلها احنا سيبناها زى ما سيبنا حاجات كتير، وميبقاش الغلط فينا ونقول الغلط على التانيين، الغلط واضح وكلنا عارفينه وكلنا شايفينه ولكن محدش يعمل فيه حاجة. *بمعنى؟ ** بمعنى انك لما تعوز إن الحاجه تبقى بتاعتك، لازم يكون معاك فلوسها ببساطه شديدة. *بصراحة، عندما ترى من هم أقل منك قيمة وقامة فنيا ويحصدون الملايين ويتقاضون الأجور الفلكية.. **مقاطعا: أنا لا انظر إلا لهشام سليم ولا أقارن نفسى بأي أحد. *بالتأكيد، ولكن ألا تشعر بالمرارة أو الحزن على ما آل إليه الحال وتغير مقاييس النجومية؟ ** نهائيا، لأننى أعرف قدراتى جيدا وعارف نفسى وعارف إننى أستحق أكثر من ذلك وإمكانياتي أكبر وتاريخي على الأقل أكبر من كده، يعنى هاقولك ايه، لكن مينفعش بنى ادم يعيش حياته وهو متضايق من الناس حواليه، لا يجوز. * لكن الملاحظ إنك غير متواجد بكثافة فى السينما أو الدراما، فهل لكونك فنان صاحب مبادىء وتربيت على قيم معينة لها عامل أم انه لك معايير معينة فى اختياراتك لأدوارك؟ ** انا أحاول أختار الأدوار التى أكون سعيدا وأنا أجسدها، أكتر من كده مفيش، أنا مش هاشتغل عشان اشتغل وابقى موجود فى السينما والتليفزيون أو جمع فلوس وخلاص أو يقال على نجم فى الشارع مهما قدمت، واسف اننى مثلا أقدم أعمال ضد المجتمع ويقال عنى نجم، أنا لا أعرف هذا الكلام ولا أستطيع القيام به، المفروض الفن يقدم أعمال لطيفة ونظيفة والناس هى التى تحكم عليها، الفن عمره ما كان بلطجة ولا أمر واقع ابدا. *لكنهم يطلقون عليه الواقعية الجديدة؟ *لا الواقعية ليست كذلك، وانا لا أفهم الذين يقولون هكذا هل يريدون أن يكون الشارع فى بيتهم أم يتحول بيتهم ويصبح مثل الشارع ؟ هذا هو السؤال الذى نريد طرحه عليهم، هل تقبل انت تعلم بيتك زى الشارع أم تحاول تنظيف الشارع عشان بيتك يبقى فى شارع نظيف؟ *كيف ترى حال السينما ولاسبما ما يقدمه الأخوان السبكي؟ **لا احب الحديث عن اسماء او اشخاص، لكن الواضح ان السينما لا تسير فى الطريق السليم مثل كل حاجه فاتت، لاننا احنا سايبينها وورائها منتفعين فقط لا غير. * لو اردنا منك بورتريه عن الاسطورة الراحل صالح سليم وكيف كانت علاقتك به ومن هو صالح الانسان، وما هى القيم التى تعلمتها منه، ماذا تقول؟ ** هذا السؤال بالذات لا استطيع الإجابة عنه بصراحة، انا تربيت على ايديه وهو الذى علمنى وهو الذى وجهنى واصبحت كذلك، اشكره انه جعلنى كذلك وانا مبسوط اننى اصبحت كده واشكر والدتى ايضا على تعبهما معى، كان حبيبى وصاحبى واخويا وليس والدى بعد 14 عاما من رحيله. * بصراحة شديدة، هل تعانى وانت تتمسك بقيم ومبادىء صالح سليم فى هذا الزمن؟ ** لا استطيع ان اقول كده ايضا، لكن الزمن مختلف، ومينفعش تقيس زمن فطاحل ليس فقط صالح سليم بل كلهم كانوا كده، بزمن لم يكن فيه احد تقريبا "بس فيه زيطه حواليين ناس لا يستحقون ان يكونوا نص الناس التى كانت موجوده فى زمن صالح سليم ". * واين وصل مشروع فيلم المايسترو صالح سليم، ولماذا تاخر؟ والا ترى ان من حق الاجيال الجديدة التعرف على هذا النموذج الناجح؟ ام انك ترفض تقديم عمل عنه؟ ** والله انا لست رافض اى حاجه وعمرى ما رفضت عمل يتناول سيرة والدى، وهناك اشخاص بيكلمونى عن تقديم عملا لكن عندما نتحدث فى الجد لا تجدهم. * هل شرعت فى الاتفاق مع منتجين او مؤلفين مثلا ؟ ** لا، ولكن هناك اشخاص اتصلوا بى وقالوا لى ان هناك سيناريوهات مكتوبة وقرأتها وفى النهاية لا اجدهم وقت التنفيذ. *وماذا عن علاقتك بالنادى الاهلى ؟ ** النادى الاهلى فى دمى اولا، علاقتى بالنادى الاهلى زى الفل، والنادى الاهلى لو بيمر بمراحل الان، بالتاكيد اى رئيس من رؤساء النادى مر بفترات مش لطيفة، ومفيش حاجة فى الدنيا "ماشيه هايل" خاصه فى الظروف التى نعيشها الان، ولو هناك اخطاء فى المجالس الماضية لابد من المجلس الجديد يحاول علاجها ويصلحها فكله داخل فى بعض ولا تستطيع ان تفصل هذا عن ذاك. *وهل ورثت بناتك قيم صالح سليم ام ان الزمن مختلف، وكيف هى شكل علاقتك ببناتك؟ ** انا أحاول تربيتهم كما والدى حاول ان يربينى، وكل شخص بعد ذلك بفعل الشىء الذى يريده سواء كان من وراء ضهرك او بعد ما يكبر، فانت بتحاول توجه التفكير والافق وفقط، وتدعى ربنا انهن يقدرن ذلك ويفعلن ذلك فقط، انما لو كبروا وتخطوا ال18 عاما وارادوا يفعلوا ما يرونه فهم احرار، لانهم اصبحوا اصحاب شخصية مستقلة فكما ربانى والدى على ذلك فالمفروض اربيهم على ذلك. * ومن اقرب فى الملامح او الطباع اليك؟ ** الثلاثة، ولا اعتقد ان هناك منهن من اخذن منى كل شىء لانه مفيش حد بياخد كل حاجة من حد، لكنهن فى النهاية هن نور عيونى واتمنى ان يحفظهن الله. * وهل هناك ميول فنيه لاحداهن ؟ ** معنديش فكرة، لكن ابنتى الكبيرة تدرس سينما بالخارج، وفى النهاية كل واحده تقرر مستقبلها بحريتها. ** وماذا عن علاقتك بالفنانه شريهان وانتما قدمتم اعمال كثيرة وكيف حالها ؟ **شيرى باكلمها كل يوم والتانى ولو لم ترد بارسل لها رسائل وهى كذلك والحمد لله هى بخير وبناتها زى الفل. *ما الدرس الذى خرجته به من أزمتك مع الفنانة ياسمين عبد العزيز؟ ** أنا لا أتحدث فى هذا الموضوع نهائيا، ولا أتحدث عن هذة الشخصية نهائيا.