"ارحمونا إحنا مش لاقيين ناكل العيش الحاف بسبب زيادة الاسعار وقلة الفلوس والعيشة بقت صعبة"، بتلك الكلمات عبر عدد من المواطنين الكادحين عن معاناتهم مع غلاء الأسعار التى أصبحت فوق احتمالهم، مؤكدين أن دخل المواطن المصري لايتحمل رفع الأسعار، ولا أي إجراءات تقشفية من الحكومة. فى منطقة بولاق الدكرور قالت مدام منى، مريضة بسرطان فى الثدى، التى أبكت كل المحيطين بها هى وبنتيها اللتان لا يتعديا سن السادسة عشر عاما: "أنا أرملة وأم لبنتين لسه فى الدراسة ومريضة بسرطان فى الثدى، ويادوب المعاش بتاع زوجى اللى مات، كان بيعيشنا ويجيبلى الدواء، ودلوقتى بعد ماسعر الدواء غلى مش عارفه اشترى علاجى ازاى ولا أكل عيالى منين، انا بس بوجه رسالة للرئيس فى بداية العام الثالث انه ينظرلى بعين الرحمة انا وبناتى، ويرجع الاسعار رخيصة بس او يعالجنى على نفقة الدولة، او يوفرلى اى شغلانه اكل وااكل منها بناتى، اللى لسه بيدرسوا". واستنكر حسن على، أحد مواطنى المنطقة، الحالة الاقتصادية التى وصلت لها البلد مؤكدا على أن هناك مشاكل يومية تواجه المواطنين مثل البطالة وغلاء الأسعار وياميش رمضان والزيت والسكر والأرز، والنقود أصبحت لاتكفى لباقى السلع الأساسية، حيث إن ارتفاع الأسعار أفقد المواطن اتزانه ووعيه، قائلا: "ارحموا الشعب، احنا مش لاقين ناكل، احنا بنموت، الناس مش عارفة تعيش". وتقول عفاف عبدالحليم "ربه منزل": "أنا معاشي 300 جنيه في الشهر، هيكفوا ايه دول، وأنا أرملة وزوجي متوفي، وبصرف على أولادي، ومريضه بالسكر، مش عارفة اشترى أكل حتى العلاج غلي سعره، بشترى شريط بدل علبة". كما اشتكى، عم شعبان، بائع الفجل والجرجير، من رفع سعر "دواء الغلابة" في إشارة إلى الأدوية التي يقل سعرها عن 30 جنيها، قائلا: "أنا راجل بياع خضار يادوب بكفي مصاريف المنزل من أكل وشرب، تيجي الحكومة ترفع سعر العلاج كمان، طيب أنا مريض بالقلب والضغط وبحتاج علاج شهرى وومليش تأمين صحى، عاوز المسئولين يجاوبونى أسرق ولا أعمل ايه عشان أعيش؟". وقالت السيدة الخمسينية بائعة الفطير الفلاحى، إن ارتفاع أسعار السلع الأساسية لن يتحمله المواطن محدود الدخل، وأن الأسعار ترتفع من حين إلى آخر ولن تستطيع مواجهة ذلك العبء، فعلى الحكومة أن تحاول بقدر الإمكان عدم المساس بالسلع الأساسية لأن الشعب إمكاناته ضعيفة جدًا.