انطلاقا من إيمانها بقدرتها على التغيير وتقديم كل ما هو جديد، استطاعت شيماء صبحي النمر، التي تسكن بمنطقة بحري الإسكندرية، أن تكون نموذجا للفتاة الإسكندرانية الناجحة، بعد أن قررت تحدي أزمة البطالة بمشروع متناهي الصغر؛ بجهدها وإبداعها وأفكارها من منطلق مساعدة نفسها للحد من تضييع وقتها في الجلوس بالمنزل طوال الليل والنهار دون هدف. "شيماء النمر" حاصلة علي بكالوريوس علوم وتربية وماجستير إدارة مدرسية وماجستير علم نفس طفولة ومراهقة، ونظرا لأزمة البطالة التي تشهدها البلاد، قررت ألا تنتظر الوظيفة واتجهت للابتكار والعمل في مجال "الخرز" وتصميم جميع الأدوات المنزلية من زينة وغيره من خلال الخرز، وتحولت من متدربة إلي مدربة في مجالها الجديد. تقول "شيماء"، إنه بعد وفاة والدتها عانت كثيرًا من الفراغ والجلوس في المنزل دون أن تشغل نفسها بشئ، خاصة وأنها لم تتمكن من الحصول علي وظيفة من خلال مؤهلها الدراسي، فقررت أن تبحث عن شئ تشغل به وقتها، فانضمت إلي مجموعة من الشباب يعملون اكسسوارات "هاند ميد" وتعاملت مع الكروشيه والتريكو والجلد وغيره إلا أن مجال "الخرز" استهواها أكثر، فبدأت العمل فيه وأصبحت تبتكر وتبدع أشكالًا جديدة. وتضيف "شيماء"، في حديثها ل"أهل مصر، أن آخر إنتاجاتها ابتكار أشكال جديدة لفوانيس رمضان بأحجام مختلفة مصنعة من الخرز مثلها مثل الفوانيس المستوردة من الخارج، ولكن ما يميز هذه الفوانيس هي أنها فوانيس متينة وعملية وقد تمتد لأكثر من 4 سنوات دون أن تتلف وتتهالك، مقارنة بالفوانيس العادية المتواجدة بالأسواق والتي لا تصمد كثيرًا في أيدي الأطفال. وتابعت أنه يوجد أيضًا حوامل للمصحف وفازات للزينة وعلب المناديل ومفارش وزهريات وكل الأدوات المنزلية وجميعها مصنعة من الخرز، مشيرة إلي أن هناك من الزبائن من يطلب تصميمات معينة فبيتم عملها بحسب الطلب، كما يوجد أيضًا علب كبيرة لحفظ لعب الأطفال، وغيرها من الأشكال المختلفة. وأشارت إلي أنها شاركت بمنتجاتها في العديد من المعارض بالإسكندرية التابعة لوزارة الشباب والرياضة وكذلك في العديد من المعارض الخاصة التي تقام في الفنادق وغيرها، مشيرة إلي أن المشكلة الأكبر التي تواجه العاملين في مجال "الهاند ميد" هي تسويق المنتجات، حيث يضطرون لتحديد سعر معين للمنتجات بسبب ارتفاع سعر الخامات المستخدمة في التصنيع، حيث من الممكن أن يكون الفانوس الصغير الصيني بالأسواق ثمنه 10 جنيه أما الفانوس الخرز نفس الحجم يباع بسعر أغلي. وحول أسعار الفوانيس والمنتجات التي تصنعها، ذكرت أن سعر الفانوس الحجم الصغير 7 جنيه، والحجم الوسط يتراوح سعره من 30 جنيه وحتي 40 جنيه، والحجم الكبير 65 جنيه، وسعر حامل المصحف 60 جنيه، وحامل مصحف التهجد 150 جنيه، والفازات يبدأ سعرها من 15 جنيه وحتي 80 جنيه بحسب حجمها، مضيفة أن الأسعار في متناول الجميع وهي أرخص من الأسعار المتداولة في الأسواق، رغم ارتفاع أسعار الخامات والأدوات. وأوضحت أن تسويق المنتجات يكون غالبًا بين الأقارب والأشخاص المقربين والمعارض، موضحة أن الأزمة التي تواجههم هي نقص الخامات بسبب ارتفاع الأسعار، حيث هناك عدد كبير من الخامات يتم استيرادها وغير متوفرة بالأسواق، مضيفة: "كل ما كانت الخامات متوفرة كل ما بتقدر تضيف أكثر في مجالك".