يحتفي المصريون بحلول شهر رمضان المبارك من خلال مظاهر فريدة قد لا ترى في أي بلد إسلامي آخر ولعل أبرزها "فوانيس رمضان" التي تتزين بها البلاد على اختلاف أنواعها وأحجامها وألوانها. واستطاعت صناعة "فانوس رمضان" هذا العام أن تلتقط أنفاسها وأن تفرض وجودها في الأسواق بمكوناتها المحلية استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل وذلك بعد سنوات من المنافسة غير المتكافئة مع الفانوس المستورد بعد قرار الحكومة في الآونة الأخيرة وقف استيراد فوانيس رمضان من الخارج. وتشير كتب التراث إلى أن المصريين عرفوا 'فانوس رمضان' في الخامس من شهر رمضان عام 358 هجرية حيث وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلا فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب. التقت بوابة "الفجر" مع مبتكرة صناعة الفانوس الخرز ( مبروكه صالح حسين ) مُدرسة بمدارس التعليم المجتمعي بحوش عيسي بالبحيرة، والتى قامت بنشر الفكرة على زملائها بالعمل ورحبوا بها كثيرا. عن حكاية "الفانوس الخرز" قالت "مبروكه" انها شاهدت نموذج له بأحد المحال التجارية بأسعار باهظه جدا، فقررت أن تنفذ الفكرة كهدايا لأصدقائها وأحبائها حتى أصبحت توزع منه على المحال التجارية ليدخل عليها ربحًا، مشيرا انها ظلت تعمل بمفردها حتى قامت صاحب صفحة مباشر حوش عيسي بنشر صورًا لمشغولاتها التى قوبلت بترحاب شديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وأضافت "مبروكه" انها استخدمت في صناعة الفانوس الجديد خامات من الخرز، بألوانه وأحجامه كافة، وتحديدا استخدمت ألوان العلم المصري، مشيره أن الخامات المستخدمة في صناعة الفانوس متوفرة في الأسواق حيث يوجد منها الخرز المط واللامع كما يستخدم في تجميعهم خيط الصيد ثم تقوم بتزويد الفانوس بدائرة صوت وضوء مثبته بالشمع. وعن أسعار الفانوس الخرز قالت "مبروكه" انها تبدأ من 20 جنية وحتي 100 جنية على حسب الحجم حيث ان الفانوس التى تصنعه ب 20 جنية يباع بالسوق ب 40 جنية وهكذا، ويبدأ أحجام تلك الفوانيس من 20 جرام وحتى 1.5 كيلو جرام، وانها تستغرق حوالي ساعه في صناعة الفانوس الصغير أما الكبير فمن الممكن ان تستغرق ساعتان. وتؤكد "مبروكه" انه يمكن بعد ذلك اعادة تصنيع الخرز المستخدم فى الفانوس وعمل منه اشكال اخري مثل المفارش والسبح وعلب للمناديل واكسسوارات ومجسمات للزينه وانتيكات، وانها تم العرض عليها من العديد من التجار لشراء مشغولاتها لكنها رفضت لعدة أسباب أبرزها (مضاعفتهم للأسعار، ضيق الوقت نرا لإرتباطها بعمل صباحي، البيع مباشرة للمستهلك حتي توفر عليها اضعاف المبالغ ). وفي ذات السياق قالت "مبروكه" انها تفكر في عمل ورشة عمل لكل من يريد التعليم حتى يصبح مشروع تشغيل للشباب والسيدات الذين يريدون دخل وعائد منه، مشيره انها تريد اعادة شكل الفانوس المصري القديم للحياة مرة أخري بعدما غطت المنتجات الصينية الاسواق المصرية واصبح شكله كلعبة وليس فانوسًا.