يقترب الموسم الكروى فى أوروبا من النهاية بصفة عامة وفى انجلترا بصفة خاصة، وفى انجلترا لا حديث يعلو فى مدينة مانشستر عن الفشل الذريع للمدرب الاسبانى بيب جوارديولا بعد تأكيد عدم تحقيق أى لقب هذا الموسم مع مانشستر سيتى. خسر ابناء جوارديولا امام ارسنال بنتيجة 2-1 ضمن مباراة الدور قبل النهائى من بطولة كأس الاتحاد الانجليزى وتساءل الكثير عن ما الذى حدث لمانشستر سيتى تحت قيادة جوارديولا. "عدم الفوز بأي لقب هو فشل"، هذا ما قاله بيب جوارديولا منذ شهر وهو ما تحول إلى حقيقة بعد وداعه كأس الاتحاد الإنكليزي أمام آرسنال في نصف النهائي، وأقصى طموحات المدرب الإسباني سيكون التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، وذلك مع احتماد الصراع مع مانشستر يونايتد وليفربول على المركزين الثالث والرابع. استطاعت أندية كثيرة لا تملك المهارة التي يملكها مانشستر سيتي أن تدافع لمدة 90 دقيقة وتلعب على المرتدات، وذلك من خلال سلاح واحد وهو التفوق بالكرات الهوائية. وهنا يخطىء جوارديولا حيث يحاول السيطرة على مثل هذه الحالات تمامًا كسيطرته على المباراة والاستحواذ. يملك مانشستر سيتي معدل وسطي بنسبة استحواذ تصل إلى 60 بالمئة في جميع المسابقات هذا الموسم وهو الرقم الأعلى في ال "بريمييرليج"، لا يبدو هذا أمرًا جديدًا على بيب جوارديولا لأن لكن هذه السيطرة لم ينجح الفريق بترجمتها إلى أهداف ومع تقدم الوقت في المباراة ينتج عن ذلك فراغات في الدفاع تكلف الفريق الضربة القاضية. كومان مدرب إيفرتون أفضل من عاقب جوارديولا في هذه النقطة، في مواجهة التوفيز يمكن تذكر المرات القليلة التي لمس فيها مهاجمو إيفرتون الكرة، فلاعبو غوارديولا سيطروا على المباراة من بدايتها حتى نهايتها وانتهت النتيجة بالتعادل (1-1)، والسبب في هذا الأمر كان هجمة مرتدة نجح من خلالها لوكاكو بالتسجيل عبر هجمة مرتدة إثر خطأ فردي في التمركز بدفاع السيتي، ويمكن تذكار مباراة أخرى تكرر فيها هذا الأمر وهي مواجهة ليفربول التي تكفل كولاروف حينها بمنح المساحات لفيرمينيو. يمكن اعتبار أن أسوأ مباريات جوارديولا هذا الموسم هي مواجهة ليستر سيتي التي تعرض فيها الفريق للهزيمة بنتيجة (2-4)، وفي الوقت الذي يعرف الجميع أن قوة رانييري وفريقه كانت بالتمريرات المباشرة خلف المدافعين واللعب على سرعة فاردي، فإن غوارديولا بدأ المباراة بثلاثة لاعبين في الخلف، ليحول بعد بداية المباراة بعشر دقائق إلى 4 لاعبين في الخلف، ومع ذلك أبقى على خط دفاعه متقدمًا وهو ما سمح للاعبي ليستر سيتي بلعب المرتدات في ظهره. لم يعد الاستماع إلى الفلسفة الرومانسية ممكنًا، صحيح أن العالم يتذكر المنتخب الهولندي الذي لعب الكرة الشاملة في سنة 1974 أكثر من منتخب ألمانياالغربية الذي هزمه في النهائي، لكن فكرة كرويف القائمة وفق مقولة "أفضّل أن يتذكرني العالم لأسلوبي حتى لو خسرت"، لا يمكن أن يعتمد عليها غوارديولا أثناء عمله مع السيتي في إنجلترا، يمكن القول أنه على الفيلسوف الإسباني أن يرسم صورة أكثر بشاعة في الدوري الإنجليزي تميل إلى الفن الأسود، أكثر قوة بدنية وأقل استحواذًا سلبيًا، إذا ما أراد الحفاظ على عمله في دوري أكثر ما يجيده هو "الكرات الطويلة".