"كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ" ، تلك الكلمات تنزل علي الصدور لتشفيها وتسكنها ألم رحيل الأعزاء.. شهداء الوطن قدموا أرواحهم فداء للوطن ولحماية الأجيال القادمة.. هؤلاء بطش بهم الإرهاب ولكن بصيرتهم كانت على علم بذلك فترك كل منهم رسالة توجع القلوب وتزيد الألم في صدور الأحباء ليست بهذا الوجع ولكنها للذكري التي لم يتبق منهم سواها.
حماية الشعب فمن جابنها عرض الموقع الرسمي لوزارة الدفاع المصرية برومو "رسالة شهيد"؛ ظهر فيها وصية الشهيد جندي "محمد معتز رشاد،" الي والده؛ والذي كتب فيها أنه يتمني أن ينال الشهادة؛ وأنه في صفوف القوات المسلحة في سيناء لحماية الشعب المصري ومحاربة الإرهاب. كما أوضحت الرسالة أن "الشهيد" لم يخبر والده بمكان خدمته الحقيقي في القوات المسلحة خوفا علي صحة والده؛ مؤكدا أنه فخور بأنه يدافع عن وطنه ومحاربة الإرهاب في سيناء.
صبح علي مصر وفي آخر تدوينة له دعا الشهيد ملازم حامد محمد عياد، ابن قرية حطيبة التابعة لقرية الزعفران التابعة فى مركز الحامول بمحافظة كفرالشيخ، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فى آخر تدوينة له قبل استشهاده، الشعب المصرى بالمساهمة فى صندوق تحيا مصر والتبرع لصالحها ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أطلقها تحت عنوان "صبح على مصر بجنيه".
وكتب الشهيد تدوينة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، فى 26 فبراير الماضى، قبل استشهاده فى عملية إرهابية فى سيناء أمس، قائلاً "تخيل لو انت قابلت فى الشارع واحد غلبان طبعا هتديله جنيه.. لا وتخيل بقا إنك هتدى لمصر جنيه.. وهى هتساعد بيه كام واحد غلبان".
ونعى الشهيد، المجند الشهيد محمد رضا الشناوى، ابن قريته الزعفران الذى استشهد فى سيناء فى شهر ديسمبر الماضى، قائلاً: "البقاء لله فى شهيد البلد.. بس إحنا المفروض نزعل عليه ونفرحله .. بس كلمة بنقولها دايما.. حق رجالتنا مابيضعش هنجيبه بس إحنا مش هنعرف نحاسبهم لأن اللى بيحاسب الكل الله عز وجل، بس إحنا مهمتنا نوديهم لربنا يحاسبهم".
فمن جانبه أوصي الشهيد المقدم محمد هارون الذى استشهد مساء الخميس 13 نوفمبر، في الشيخ زويد أثناء تأدية عمله بتفكيك العبوات الناسفة مع قوات الأمن في منطقة الجورة، جنوب الشيخ زويد قائلا :- أوصيكم إن مت أن يتم دفني بسرعة، وأن يتم سداد ديونى التى تمثلت فى أقساط العربية لدى بنك القاهرة، على صابر معه الكارت، وأن يتم دفع 1000 جنيه للأسطى جمال الأسطورجى، وميدو يعرفه، وخرجوا عنى أموال بنية سداد الدين، إذا كان هناك دين لا أذكره، وإذا كان أخى أحمد إبراهيم هارون إذا كان حاضر جنازتى أن يصلى صلاة الجنازة، لأنه سيكون أكثر شخص حزين، وسيدعو لى بصدق، وأنا سأكون محتاج لهذا الدعاء".
و من جانبه كتب الشهيد مجند خالد محمد عبدالعاطى، الذى استشهد مطلع العام الجارى، فى حادث تفجيرات العريش الإرهابي بالقرب من الكتيبة 101، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قبل استشهاده بساعات قليلة "موتوا بغيظكم لن تركع مصر".
أيضا تداول أصدقاء الملازم أول محمد عادل عبدالعظيم، وتداول أصدقاءه آخر كلمات الشهيد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ومن أبرز كتاباته "الدنيا امتحان، وفي أي لحظة قد يتم سحب ورقتك وينتهي الوقت الذي خصصه الله لك، فركز في ورقتك واترك ورقة غيرك.. اللهم أحسن خاتمتنا".
و من جانبه أوصي الشهيد أحمد حجازي الذي استشهد فى رفح يوم 2 سبتمبر 2014، على أثر عملية إرهابية غادرة علي لسان والدته ، علم أنه سيخدم فى محافظة شمال سيناء، وأكدت أنه أوصى بتخصيص جزء من ماله لعمل صدقة جارية على روحه، وأوصى كل من يعرفه أن يدعو له بالرحمة، وكتب فى وصيته أيضا :" "يا أهل بيتى الأعزاء.. لقنونى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" برفق وهدوء، حتى تكون آخر كلمة ألقى بها ربى، وإن كنت فى معركة لا يغسلنى أحد، بل لفونى فى ثيابى وادفنونى بدمى، واتركونى على حالتى، وادفنونى فى البلد الذى مت فيه بدون تكلف أو مشقة".
وصية ليست رسالة أيضا كتب الشهيد سامح ضياء القصبى من أهالى محافظة دمياط، والذى استشهد خلال عملية إرهابية فى سيناء يوليو الماضى وصية ، قائلا "حين أتوفى لا تتركونى ولا تبكوا على، تعلمون أنى لا أحب الوحدة والظلام، تحدثوا معى بالدعاء، اجعلوا قبرى نورًا، فربما رحيلى قريب "وصية ليست رسالة".
مش هنسيب سيناء لحد بينما كانت آخر كلمات الشهيد المستشار عمرو مصطفى وكيل النيابة الذى استشهد فى أحداث فندق العريش، على جروب خاص بزملائه من دفعته على برنامج "واتس آب" : "إحنا مش هنسيب سيناء لحد" وذلك قبل سفره بيومين للإشراف على الانتخابات البرلمانية فى سيناء.