يذكر زكى مبارك في الخطط التوفيقية ان رفاعة الطهطاوي كان على رأس المنعم عليهم من الوالي الجديد محمد على الذي كان من أسرة فقيرة بصعيد مصر إلا إن محمد على عندما احبه ورضى عنه تحول هو واسرته فى غمضة عين من الفقر الى الثراء ولكن لماذا أحب محمد على الطهطاوى لماذا رضي عنه؟ ذلك لأنه نقل لسيده خبرات الأجانب ترجم له كتبهم اتى اليه بعلومهم وضعها أمامه ملبيا لبيك مولاي هذا هو الجديد فى العالم المتحضر ومن ثم كان لزاما على محمد على إن ينعم عليه فلا باس اذا من 250 فدانا دفعة واحدة فى طهطا مع العلم ايضا إن ابناء محمد على ساروا على نفس الدرب مع طهطاوى حيث منحه سعيد 200 فدان ثم اسماعيل 200 ثم ليفتح الله اكثر على الشيخ رفاعة ليشترى 900 فدان ويقيم عليها مبانى وعمائر وأبراجا حتى اذا ما دخل عام 1880 كان لورثته ولله الحمد وبفضل محمد على السبب الاول مالكين ل 2500 فدان بعد إن كانوا فقراء لا يملكون سهما واحدا من الطين فسبحان مغير الأحوال " اللهم لا حسد " كما انعم سيادته كذلك على الموافقين على سياساته من المقربين من رجالاته وكبار موظفيه وبعض الأجانب نعم امتدت سياسة الإنعام حتى إلى الأجانب الغرباء ولما لا يمتلكون يجب الا ننسى إن محمد على نفسه غريب اجتبى والدم كما يقولون بيحن كما منح جنابه معشر البدو أجمعين أطيانا عرفت "بأطيان الابعادية" وهى الأطيان التي كانت زائدة في زمام القرى وتم تسميتها رزقة "بلا مال" وكان هدفه من الإنعام هنا على البدو هو ضمان الولاء وعدم الخروج على الحاكم فنجده لذلك وقد زاد في الإنعام مع العربان على وجه الخصوص حتى يضمن حدود البلاد ويأمن شرهم لأنهم كانوا مصدر شغب ومشاكل كثيرة فى ذلك الوقت حيث كانوا يقومون بإغارات على القرى ينهبون ويستولون على أموال الناس بالقوة وليمنعهم هو عن عادتهم السيئة هذه فقد خصص لمشايخهم مرتبات يحصلون عليها دون عمل فصرف لهم على سبيل المثال 5000 قرش إلى الشيخ خير الله شيخ اولاد على القبيلة المعروفة علما بانه كان يتم صرف المرتبات بحوالات فيحصل عليها المشايخ من خزانة كل مأمورية حسب أماكن إقامتهم على إن بعض المشايخ قد اتبعوا طريق سرى لصرف مرتبات من مات فكانوا لا يقومون بشطب أسماء من يموت من قبائلهم حتى يقبضوا رواتبهم فلا تنقطع أبدا وتواصلت سياسة انعام محمد على بعد استتباب الأمر له في الأرض المحروسة وبعد تخلصه من كل خصومه فاتجه بقوة إلى الأرض الزراعية التي هي خير مصر حيث احتفظ لنفسه بأجودها وخص أسرته وأقاربه بمساحات شاسعة جدا منها وحتى اذا ما جاءت سنة 1844م كانت أملاك أسرة محمد على بحسبة الدكتور بجامعة الأزهر مالك رشوان 120,000 فدان لمحمد على 82,000 لابنه إبراهيم في الوجه البحري و16,000 في القبلي وملكت بقية الأسرة 153,000 فيبلغ الإجمالي 371,000 فدان منها 360 الفا في الوجه البحري وثلاثة آلاف فى مصر الوسطى وثمانية آلاف في الوجه القبلي وقد انعم كذلك ابو على على خورشيد باشا وهو تركى الجنسية وكان يعمل محافظا للقليوبية وقد منحه خمس اراضى الدقهلية الزراعية راجع معى النسبة خمس اراضى الدقهلية كذلك محمد شريف باشا وكان أيضا تركى الجنسية ووصل إلى مركز أو منصب رئيس الوزراء فى عهد أحفاد وابناء محمد على فحصل على اراض فى المراغة بمديرية جرجا و22,000 فدان فى بنى سويف والغربية والقليوبية ايضا محيى بك وكان محافظا للسودان وبلغت ممتلكاته 5 آلاف فدان اما مصطفى بهجت باشا وكان بلديات محمد على اى من البانيا فقد اقطعه 1800 فدان واهداه عباس باشا 400 فدان وحصل ثابت باشا وهو مهندس تركى وعمل مساعدا لمصطفى بهجت باشا على اراضى العهد كذلك حصل حسن باشا المناسترلى وهو البانى الاصل اى انه هو الآخر بلديات محمد على وعمل كتخدا لمحمد على فقد حصل على اراضٍ واسعة فى البحيرة والمنيا والقليوبية والجيزة وقدرت ملكيته ب 2500 فدان وحصل احمد باشا المنيكلى وهو تركى الجنسية وعمل مديرا لمصر الوسطى كما عمل محافظا للسودان 100 فدان فى الوجه القبلي فضلا عن أملاكه في الدقهلية والقليوبية أما إبراهيم باشا الالفى وعمل محافظا للقاهرة فقد بلغت أملاكه 1980 فدانا ولا اعلم بعد كل هذه الألافات من الفدادين كم تبقى للفلاح المصري من فدادين يزرعها ويأكل منها وان كان البعض احقاقا للحق من المصريين ممن رضى عنهم سيدهم كما قلت هو الذى فاز هو الذى رعرع وحصل على املاك ومنهم كما ذكرت رفاعة الطهطاوى اكبر المستفيدين المصريين فى عصر محمد على.