بالصدفة اكتشف إسحاق نيوتن قانون الجاذبية عندما سقطت التفاحة على رأسه وفي رواية على حجره، فيما لم يتنبأ مستقبلاً أن سعر التفاح سيصبح في متناول علماء وكالة ناسا، فيما اخترع توماس إديسون المصباح الكهربائي "اللمبة يعني" أو "اللنضة"، ومات قبل أن يخترع المصريون "سرقة التيار الكهربائي"، وبالحظ وبالصدف قلبك نشن حدف. كنتاكي "أبو دوجلاس أبيض وطاقية بيضاء وقلب متبل"، عندما ابتكر الخلطة السرية، لم يكن على يقين أن معدة المصريين، ستهضم الزلط، وستنتشر ثقافة "التيك آواي" ثم "الدليفري" وصولاً إلى "أم مكة" و"أم ساجدة" و"أم 44 حرامي"، وأن استخدام كلمة فسيخخخخخخ ستكون بمثابة العلامة الأم للصورة السيلفي أو ممكن تقول: بطيييييييخ. هوية البيوت المصرية وتركيبة المجتمع، تتباين بتغير نمط الأكل والشرب و"الكُحة" أيوة الكُحة -كح كح كح نسينا كورونا ولا إيه؟ِ!، ف جيل الأزوزة والبرجر وونبي، مغاير لجيل الأندومي والفرايد تشيكن ومشروبات الطاقة -اللي ملهاش علاقة بالبطاقة-. وحتى نخرج من قراءة هذه السطور ب"منيو" واضح بالأسعار والأصناف وضريبة القيمة المُضافة، علينا أن نبحث أولاً عن مخترع "صوص الحلبسة"، ولما لا وهي المشروب الرسمي لفصل الشتاء، قبل أن يتمكن "الغزو الشامي" من اختراع مشروب بنكهة "صوص الجرجير" يدخل معه على خط المنافسة "كشري أبو طارق" وسلسلة محلات "شاي بلبن". محمد حسين الجداوي كاتب ساخر/عضو نقابة الصحفيين/عضو الجمعية المصرية لكتاب القصة والرواية