«آي صاغة»: تراجع كبير في أسعار الذهب بعد الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني على خفض الرسوم الجمركية

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية المصرية تراجعًا حادًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، بالتزامن مع انخفاض أسعار الأوقية في البورصة العالمية، وذلك بعد الإعلان عن الاتفاق التجاري المؤقت بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والذي يتضمن خفضًا مشتركًا للرسوم الجمركية بين البلدين.
ويأتي هذا التراجع وفقًا لتقرير حديث أصدرته منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي بمقدار 160 جنيهًا
صرّح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب المحلية انخفضت بنحو 160 جنيهًا للجرام مقارنةً بأسعار ختام تعاملات الأسبوع الماضي مساء السبت، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4555 جنيهًا. وعلى الصعيد العالمي، تراجعت الأوقية بقيمة 107 دولارات لتسجل مستوى 3218 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5206 جنيهات، بينما سجل جرام الذهب عيار 18 نحو 3904 جنيهات، وبلغ جرام الذهب عيار 14 حوالي 3037 جنيهًا. كما تراجع سعر الجنيه الذهب ليسجل 36440 جنيهًا.
مقارنة بأداء الأسبوع الماضي: الذهب حقق ارتفاعًا قبل التراجع
أشار التقرير الأسبوعي لمنصة «آي صاغة» إلى أن أسعار الذهب كانت قد شهدت ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضي بمقدار 80 جنيهًا للجرام، حيث بدأ جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4635 جنيهًا، ولامس مستوى 4800 جنيه، قبل أن يختتم تعاملات الأسبوع عند 4715 جنيهًا. كما ارتفعت الأوقية عالميًا بقيمة 84 دولارًا، من 3241 دولارًا إلى 3400 دولار، قبل أن تنخفض مجددًا وتغلق عند 3325 دولارًا.
تأثير الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني على أسعار الذهب
وأوضح إمبابي أن الانخفاض في أسعار الذهب جاء نتيجة مباشرة لتراجع الأوقية عالميًا، بالتزامن مع الاتفاق المؤقت بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين على تخفيض الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، ما دفع المستثمرين إلى التحول نحو الأسواق المالية الأكثر استقرارًا.
وقد تراجع الذهب عالميًا بأكثر من 8% من أعلى مستوى تاريخي له، والذي بلغ 3500 دولار للأوقية في 22 أبريل الماضي، رغم أنه لا يزال محققًا مكاسب تصل إلى 23% منذ بداية العام، بدعم من إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية.
تفاصيل تخفيض الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين
تم الاتفاق بين الطرفين على خفض متبادل للرسوم الجمركية من 125% إلى 10%، ما ساهم في تهدئة التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين. وذكر مسؤولون أمريكيون أن بعض الإجراءات لا تزال سارية، وأن هذا التخفيض سيستمر لمدة 90 يومًا لمنح الجانبين الوقت الكافي لإجراء المزيد من المناقشات.
وخلال المحادثات التي جرت في سويسرا، صرّح سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي ورئيس الوفد الأمريكي المفاوض، أن الطرفين أحرزا تقدمًا ملموسًا في المفاوضات.
تحول المستثمرين من الذهب إلى الأسهم والسندات
وذكر إمبابي أن هذا الاتفاق التجاري دفع المستثمرين نحو أسواق الأسهم والسندات، والابتعاد عن الملاذات الآمنة مثل الذهب والفضة. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، حيث وصل العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.43%، وهو أعلى مستوى منذ أوائل أبريل.
في أسواق السلع الأساسية، ارتفعت أسعار النفط بنسبة تزيد عن 2% لتصل إلى 62.50 دولارًا للبرميل، وسط توقعات بزيادة الطلب بعد انحسار التوترات التجارية.
كما شهدت الأسواق المالية العالمية انتعاشًا، حيث ارتفعت الأسهم الصينية بأكثر من 1%، فيما حققت المؤشرات الأوروبية مكاسب محدودة، بينما قفزت العقود الآجلة الأمريكية بمعدل تراوح بين 2.5% و3%.
تراجع الطلب على الذهب مع تراجع التوترات الجيوسياسية
وأشار التقرير أيضًا إلى أن تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن جاء بالتزامن مع تهدئة التوترات الجيوسياسية، خاصة بعد إعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، واستعداد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في تركيا يوم الخميس المقبل، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ترقب الأسواق للبيانات الاقتصادية الأمريكية
تتجه أنظار الأسواق العالمية خلال الأسبوع الجاري إلى عدد من المؤشرات الاقتصادية الأمريكية الهامة، والتي تشمل:
- بيانات مؤشر أسعار المستهلك (تصدر غدًا الثلاثاء)
- مؤشر أسعار المنتجين
- مبيعات التجزئة
- طلبات إعانة البطالة الأسبوعية
- مسح إمباير ستيت الصناعي
- مسح التصنيع في فيلادلفيا
- تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس
- المسح الأولي لثقة المستهلك من جامعة ميشيغان يوم الجمعة
تلك البيانات قد تؤثر بشكل كبير على توجهات المستثمرين، وتحركات أسعار الذهب في الأسواق العالمية والمحلية خلال الأيام القادمة.