فند الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، التصريحات الإثيوبية التي تؤكد الانتهاء من بناء سد النهضة بنسبة 95 % بزعم توليد الكهرباء للشعب الإثيوبي والدول المجاورة. وكتب "شراقي" عبر صفحته الشخصية ب"فيس بوك" تحت عنوان: أكذوبة سد النهضة في إنتاج الكهرباء لإثيوبيا والدول المجاورة، وقال: "تتوالى التصريحات الإثيوبية منذ سنوات حول نسبة البناء في سد النهضة وإنتاج الكهرباء، يبلغ عدد سكان إثيوبيا 130 مليون نسمة في 2024، وإجمالي إنتاج الكهرباء حاليًّا 5200 ميجاوات، 90% منها من خلال الطاقة المائية (السدود)، 8% رياح، 2% حرارية، وتأمل فى زيادتها إلى 17000 ميجاوات خلال العشر سنوات القادمة". وأضاف: "الألف ميجاوات تكفي لحوالي 3.5 مليون نسمة (كما هو الحال في مصر)، وبذلك فإن الكهرباء الإثيوبية الحالية تكفي أقل من 20 مليون نسمة، أو 40 مليون نسمة لمدة 12 ساعة يوميًّا، وطبقًا للتصريحات الإثيوبية فإن أكثر من 60 مليون إثيوبي ليس لديهم كهرباء، وتحتاج إثيوبيا حوالي 37 ألف ميجاوات لكي تغطي جميع السكان، وبالتالي فإن لديها عجز يصل إلى 32 ألف ميجاوات". وتابع: "سد النهضة يحتوى على 2 توربين عند مستوى منخفض 565 م، قدرة كل منهما 375 ميجاوات عند انتهاء البناء، 11 توربين عند مستوى مرتفع 595 م بقدرة 400 ميجاوات لكل توربين، وبذلك يبلغ إنتاج سد النهضة الكهربائي الإجمالي 5150 ميجاوات، ونظرًا لعدم التشغيل 24 ساعة فإن كفاءة السد أقل من 30% طبقا للدراسات العلمية، وبالتالي إنتاج سد النهضة سوف يكون متوسط حوالى 1500 ميجاوات فقط وهذا يكفى لحوالي 10 ملايين نسمة 12 ساعة يوميا، وفي حال عدم تصديرها سوف يظل أكثر من 50 مليون إثيوبي بدون كهرباء، فكيف يدعى المسئولين فى إثيوبيا أن كهرباء سد النهضة سوف تنتشل الشعب الإثيوبى من الظلام، والباقى منها سوف يضيئ الدول المجاورة، والأكثر من ذلك أن آخرين يدعون أن سد النهضة يمكن أن يحل مشكلة تخفيف الأحمال الكهربائية في مصر". واستطرد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة: "لم تستفد إثيوبيا حتى الآن وبعد مرور 4 سنوات من وجود بحيرة أمام سد النهضة بكمية 41 مليار م3، فقط تشغيل محدود ومتقطع للتوربينين المنخفضين، عدم توفير مياه شرب منه نظرا لأن معظم السكان يعيشون على مستويات أعلى من 2000 م من بحيرة سد النهضة، ولم يتم زراعة قيراط واحد حتى الآن من مياه السد. سوف يعي الإثيوبيون قريبًا أكذوبة سد النهضة فى تحقيق الرخاء وتوفير الكهرباء، وأنه قد تمت المبالغة فى حجمه دون دراسات جدوى اقتصادية لأسباب سياسية ولكى يقولون أكبر سد كهربائى فى أفريقيا". وأردف "شراقي": يبلغ إجمالي قدرة محطات الكهرباء فى مصر حوالي 50 ألف ميجاوات، إلا أن هناك بعض المشاكل الداخلية فى مصر أدت إلى ترشيد استهلاك الوقود وتوقف بعض المحطات بعض الوقت، رغم أن قدرة المحطة الواحدة من محطات سيمينز في بني سويف أو البرلس أو العاصمة الادارية الجديدة 4800 ميجاوات وبالتالى كل محطة تعادل سد النهضة في حالة التشغيل كاملًا، أو ثلاثة أضعافه في حالة التشغيل الفعلى". واختتم: "مصر ليست ضد التنمية فى إثيوبيا أو ضد سد النهضة، لكن لا تقبل التسبب في ضرر، أو فرض سياسة الأمر الواقع، أو اتخاذ قرارات أحادية أو نقض الاتفاقيات أو الأعراف الدولية".
