أستاذ بجامعة الأزهر: أكل لحوم الحمير حرام شرعا

قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن حكم أكل لحم الكلاب والحمير، إن الأمر يتلخص في قول الله تعالى في القرآن الكريم (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)، روت عنه كتب السنة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- (ثمن الكلب خبيث00).
الأحكام في الشريعة الإسلامية مفصلة تفصيلا شافيا
وأضاف، فلقد جاءت الأحكام في الشريعة الإسلامية، خاصة ما يتصل بما يحل أكله وما لا يحل، مفصلة تفصيلا شافيا لا يحل لأي شخص مهما بلغ من العلم أن يضيف إليها شيئا أو يخرج عما أحل الله أو حرم الله، وإن فعل ذلك فينطبق عليه قول الله عز وجل: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) كما ينطبق عليه قول ربنا سبحانه: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)0
وتابع، بخصوص واقعة السؤال نقول: إن في الحلال الذي أحله الله ما يغني عن تناول ما حرم لأن دائرة الحلال واسعة جدا ودائرة الحرم ضيقة لا يضر الإنسان ابتعاده عنها، وصاغ فقهاؤنا الأجلاء قاعدة فقهية تعبر عن هذا المعنى فقالوا: 'الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد ما يدل على التحريم0
وأوضح، جاء القرآن أيضا بذلك فجعل الأصل في الأطعمة الحل والتحريم على سبيل الاستثناء قال عز وجل: (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طعام يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير 00000)، وقد أجمع أهل العلم قاطبة من لدن تنزل الوحي على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا على حرمة أكل لحم الكلب، وكان مستند الإجماع ما يلي:
1- قياس حرمة أكل لحم الكلب على حرمة أكل لحم الخنزير بجامع الرجس في كل.
2- أجمع أهل العلم على حرمة بيع الكلب وأن الثمن المتحصل من بيعه كسب حرام وخبيث روت كتب السنة أن سيدنا محمدا- صلى الله عليه وسلم- قال: (ثمن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث 000000).
ومن غير المعقول أن يجعل الرسول- صلى الله عليه وسلم- بيع الكلب من البيوع المحرمة بل والباطلة ثم يحل أكل لحمه؟، إن هذا لعمري في القياس غريب وعجيب، وما استدل به من أجاز ذلك بأن المالكية حكموا بطهارة الكلب فهذا استدلال موغل في الفساد، وما قال به أحد البتة ممن يرقبون في الفتوى إلا وذمة حيث لا تلازمية بين الأمرين ولا علاقة لأحدهما بالآخر أي لا يلزم من القول عند البعض بطهارته جواز أكله وإلا فكثير من الأشياء طاهرة ورغم ذلك محرمة فالهر طاهر بالإجماع ولم يقل أحد بجواز أكله.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، ليس الكل على القول بطهارة الكلب حتى المالكية أنفسهم مختلفون على القول بطهارته، والمذهب عندهم نجاسة الكلب فلماذا نترك ما عليه المذهب ونتشبث برواية مرجوحة عندهم؟ إن هذا لشيء عجيب وغريب.
ومثل ما قيل في حرمة أكل لحم الكلاب يقال في حرمة أكل لحم الحمير، ودل على التحريم ما يلي:
1- روى الشيخان في صحيحيهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية، وفي رواية قال: (إنها رجس).
2- روى الشيخان أي البخاري ومسلم أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال 'إن الله ورسوله ينهاكم عن لحوم الحمر الأهلية، فإنها رجس من عمل الشيطان'.
واختتم، أن الحمر الأهلية أي التي يستعملها الناس في ركوبهم، وحمل أمتعتهم أي الإنسية بخلاف الحمر الوحشية أي غير المستأنسة فإن أكل لحمها حلال.