تمر منطقة الشرق الأوسط بفترة تاريخية تُعد الأبرز على الإطلاق، خاصة على المستوى العالمي في ظل مواجهة وحرب الإرهاب، ومن ثم اتجاه عدد من الشباب نحو أبالسة هذا الطريق المظلم، وبعد غياب القدوة والدعاة للعودة مرة أخرى للطريق الصحيح، ظهور دين "البيزنس" الذي يتلون بتلون الظروف والأحداث. وأجرى موقع "أهل مصر"، اليوم، حوارًا مع نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد لتوضيح عدد من النقاط الهامة كما يلي: قال الجهادي السابق نبيل نعيم، إن اتجاه الشباب إلى الإلحاد أمر طبيعي بعد افتقادهم الثقة في رجال الدين، الذين اتخذ بعضهم الدين مجرد "بيزنس". وأضاف "نعيم"، في حوار ل"أهل مصر": أن مصر بحاجة إلى دعاة واعين بمشاكل العصر، قادرين على مخاطبة الشباب دون تنفير، ليستوعبوا الشباب. ما التوصيف الذي تحبه جهادي سابق أم ماذا؟ اقرأ أيضا في تصريح كالصاعقة.. نبيل نعيم: النشاط الاقتصادى للسوريين في مصر من أموال الإخوان نادينى بالشيخ نبيل فهو أفضل الألقاب لى. كل المؤشرات الآن تقول إن الشباب يتجه إلى الإلحاد.. لماذا؟ اقرأ أيضا جهادي سابق يكشف العلاقة الخفية بين أردوغان وتميم (فيديو) الإلحاد سببه أشياء كثيرة من أبرزها أن الشباب فقد رؤية المستقبل ويشعر بالضياع، ورجال الدين يمارسون المقولة الشهيرة ل"كارل ماركس"، تخدير الشعوب، في حين الشباب يبحثون عن حلول، ويتساءلون بعد تخرجهم من الجامعات: متى نحصل على عمل، ويقابل رجال الدين كلامهم بالحث على الصبر وأنه ابتلاء، وبالتالي سيكفر، لذا هناك حالة إحباط وعدم وضوح للرؤية المستقبلية، فالإلحاد سببه مشاكل اجتماعية وفكرية لم تحل حتى الآن. هناك فتاوى كثيرة بخلع الحجاب.. هل ترى أن هناك خطر على الدعوة الإسلامية في الوقت الحالي؟ بالطبع هناك خطر، لأن القائمين على الدعوة الإسلامية لم يعودوا قدوة، بل الكثير من الشباب يكفر بآراء المشايخ، لأن هناك بعض المشايخ على الساحة الآن يرتدون الملابس الماركة الغالية ويسكنون في "فيللات" ويركبون سيارات "هامر وغيرها"، وبالتالي عندما يحث الشباب على الصبر، فبالتالي سيكذبه، لذا فغياب الدعوة لدى الشباب من رجال الدين جعلهم يكذبون رجال الدين، وسيقال عليهم تجار الدين، الأمر الثاني أن معظم دعاة الدين المتواجدين على شاشات التلفزيون كانوا مدعومين من هيئة علماء السعودية بهدف هدم عقيدة الأزهر، وكان هدف "الوهابية" هدم الفكر الأزهري في الأصل. لماذ نشطت ظاهرة الدعاة الجدد في التسعينيات؟ عمرو خالد وغيره، كان يؤثر في طبقة معينة وفي النهاية سقط، وهو أيضًا كان يتحدث بدعم من الوهابية في السعودية، وأطلق عليه الشيخ "خالد كاجول" وغيره، قديماُ كان هناك قدوة، الآن أصبح الدين "بيزنس"، وبالتالي بعد سقوط القدوة الدينية أصبح المواطنين يتمردون على ظواهر الدين. لكل زمان شيوخ ودعاة.. فمن دعاة هذه الفترة أم أن هذا الزمان يفتقد للدعاة؟ لا نفتقد للدعاة، لكن الظاهرين أمامنا هم "دعاة البيزنس"، كما أن بعض الموجودين حاليًا جهلة، والشيخ الشعراوي كان عالمًا حقًا، والأسماء التي تظهر على الساحة الآن ليسوا متخصصين في الدين، بل أغلبهم محاسب وخريجي لغات، لكن هؤلاء يحفظون بعض الكلمات ويرددونها. كنت ممن تأثروا بالجماعات التي لا تؤمن بالديمقراطية.. هل ترى أن فقه أهل السنة يفتقر لفكر التداول السلمي للسلطة؟ قال "نعوم تشومسكي" الفيلسوف الأمريكي عن الديمقراطية: "هذه أكذوبة نتدخل بها في شئون دول العالم الثالث"، والديمقراطية أنا رأيتها في جميع دول العالم في الهند وباكستان وأوروبا، هي بيع وشراء للأصوات، هذه هى الديمقراطية التي تريدها أمريكا، لكن نحن كإسلاميين لدينا تداول سلطة وشورى ولدينا عزل الحاكم. هل يميل فقه أهل السنة إلى الحكم الجبرى؟ فقه أهل السنة الأموي الذي صنعه بني أمية، والذي قُتل بسببه سيدنا الحسين هذا هو الجبرى، أما الفقه السني الذي تركه الرسول "صلى الله عليه وسلم" هذه هى السنة، فالرسول لم يستخلف أحدًا بعده رغم أنه كان قادرًا على ذلك، لكنه تركها لاختيار المسلمين، فأصبح الحاكم اختيار الشعب. لماذا لم يتبنى الإسلاميون فكر تداول السلطة السلمي خاصة أن إيران سبقتنا في ذلك رغم وجود فكر ولاية الفقيه؟ الديمقراطية الإيرانية مخادعة؛ لأن رئيس الجمهورية في إيران هو موظف لدى "آية الله خامنئي"، وآية الله لا يتغير ولا يأتي بانتخابات أو اختيار شعب، ولا يجوز عزله وهذه هى الديكتاتورية، لكن رئيس الجمهورية موظف يمكن عزله في أي وقت، لكن إذا نظرنا إلى السلطة العليا في إيران فهى متمثلة في ولاية الفقيه إذا كانت منتخبة حينها نقول أن هناك ديمقراطية في إيران غير ذلك لا. وعلى عكس أهل السنة، نحن من المفترض أن نكون أكثر ديمقراطية وفقًا للسنة النبوية، لكن للأسف أهل السنة الحاليين الذين يتمكنون من السلطة لا يريدون ترك السلطة، وأكبر دليل على ذلك "حماس"، حيث أنها أجرت انتخابات في قطاع غزة وعندما فازت صرحت بأن تلك آخر انتخابات ديمقراطية في تاريخ غزة، والجزائر نفس الأمر، والخلل ليس في منهج أهل السنة بل في الأشخاص، وبالنسبة للجماعات الإسلامية لم تأخذ على عاتقها التداول السلمي للسلطة؛ لأن هذه الجماعات ديكتاتورية في الأصل، على سبيل المثال عندما صعد الإخوان لحكم مصر قالوا أنهم سيجلسون على كرسي الحكم ل500 عام، ولولا أن أطاح بهم الشعب لكانوا مازالوا يحكمون البلاد، لذا فإن هذه الجماعات تستخدم الديمقراطية لتصل للحكم وعندما تصل للحكم تسقط الديمقراطية ويتهمون من ينادي بها بالكفر، وأكبر دليل على ذلك أن الإخوان أقصوا السلفيين عندما وصلوا للحكم، و"يونس مخيون" رئيس حزب النور، قال في تصريحات سابقة له، إنه كان جالسًا في أحد الاجتماعات مع المعزول محمد مرسي وتم الاتفاق على حصول السلفيين على بعض المحافظات، وعقب ذلك عندما ظهرت حركة المحافظين لم تكن بها سلفيًا واحدًا، وبالتالي الجماعات الإسلامية لا تعترف بوجود الآخر حتى بينهم وبين بعض. ما الفارق بين حزب الله في لبنان والجماعات الإسلامية الأخرى؟ حزب الله يختلف عن هذه الجماعات، حيث أنها جماعات سياسية تصارع النظام، لكن حزب الله ليس لديه صراع مع الدولة اللبنانية بل هو مكون من مكوناتها، الأمر الثاني لديه أوامر أن السلاح ضد العدو وليس ضد اللبنانيين، كما أنه يحمي المنطقة الشرقية لأن لبنان تكتلات "المراهنة لهم ميلشيات" ، والمسلمين السنة لهم ميلشيات، الشيعة لهم ميلشيات، فهم ولائهم وتمويلهم ودعمهم من إيران، وهم عبارة عن صوت إيران في لبنان، لذا لن نستطيع قياس حزب الله على تلك الجماعات؛ لأن تلك الجماعات تعادي النظام، والحكومة القائمة. العالم أعلن منذ فترة وفاة أيمن الظواهري.. وأنت أيضًا تحدثت عن وفاته ما شعورك عندما رأيته يخرج مرة أخرى من أفغانستان؟ أنا رددت حديث الأمن الباكستاني، حيث أن هناك مسؤول أمن باكستاني قال إن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة توفى بسرطان الكبد ونحن شهدنا مراسم دفنه، ولكن من الواضح أن الأمن الباكستاني كان يخبأه حتى لا تطاله أمريكا، وظهوره مرة أخرى هو إحياء لتنظيم القاعدة؛ لأنه الوحيد الذي يستطيع جمع شتات تنظيم القاعدة وهو لديه القدرة؛ لأنه زعيم كاريزمي لدى التنظيم والآن لديه مكان آمن له داخل أفغانستان يستطيع من خلاله إحياء التنظيم. لمصلحة من يعود تنظيم القاعدة مرة أخرى؟ من خلال اختلاطي بهذه الجماعات وسبب انشقاقي عنهم، أن تلك الجماعات تتحكم بها مخابرات دولة، وهى الدولة التي تنفق عليها وتوجهها سياسيًا، والمصلحة تصب في النهاية في صالح أمريكا وإسرائيل؛ لأنهم دائمًا ما يتحركون ضد الأنظمة العربية، ومحاولات سقوط الجيش المصري أو السوري لا يصب إلا في مصلحة إسرائيل. ما الذي تتوقعه من أيمن الظواهري الفترة الماضية؟ أنا كنت جزء من تلك الجماعات في أفغانستان وقت حرب روسيا، وأيمن الظواهري لا يخرج عن الإطار الخاص به، وهو مكافحة الأمريكان والأنظمة العميلة، لكن للأسف يضربون الأنظمة العميلة ويتركون أمريكا. هل ينساق الشباب إليه مرة أخرى؟ في مصر، أصبح هناك وعي بأفكار تلك الجماعات فسيكون من الصعب الانسياق ورائه، لكن في دول أخرى، مثل: "سوريا والعراق والسعودية" يمكن أن يستجيب بعض الشباب لدعواته لكن لن يكون بنفس قوته القديمة في زمن "بن لادن".