تحل اليوم الذكرى الخامسة على رحيل ملكة الإغراء هند رستم، والتى قدمت أكثر 75 فيلما جلعت المنتجون والمخرجون يبحثون عنها من أجل تحقيق حلمهم من أجل نيل شرف الشهر بانتاج أو اخراج فيلم، حيث كانت الفنانة هند رستم حلم كل رجل بعد تربعها على عرش الإغراء العربي حتى أطلقوا عليها لقب "ملكة الاغراء" اسمها الحقيقي هند حسين مراد رستم.. ولدت في 11 نوفمبر 1929، بالإسكندرية، وتنحدر أسرتها من أصول تركية أرستقراطية، ووالدها هو اللواء حسين مراد رستم الذي كان يشغل منصبا رفيعا في الشرطة المصرية، حيث عمل مساعدا لحكمدار شرطة السكك الحديدية. وبعد خلافات بين الوالدين حدث الانفصال بينهما، وانتقلت هند وهي لا تزال في الرابعة عشرة من عمرها للسكن في القاهرة. وقالت هند فى أحد حوارتها " كان أبي ضابط بوليس، وكانت أمي رائعة الجمال، وكنت أنا ثمرة هذا الزواج ونشأت خلافات بين والدي ووالدتي، فطلقها وتزوج بأخرى، وتركتني أمي هي الاخرى لتتزوج من رجل آخر، وواجهت أنا الطفلة محنة الضياع، إنتقلت الى أبي لأعيش مع زوجته التي شامتني كل ألوان العذاب،وكانت تضربني بالسوط ضربا مبرحا يدمي جسدي الصغير، ويهد كياني رعبا فأغرق في دنيا الضياع، وكان من الطبيعي أن يصدق أبي زوجته الجديدة في كل ما تقوله عني من إفتراءات،وأصبحت حياتي سلسلة من العذابات المتكررة، وفي القاهرة كان يسمح لهذه الفتاة اليافعة أن تتردد على السينما بصحبة والدها وعشقت هند الأفلام المصرية والأمريكية على حد سواء، وتوقفت طويلا أمام أداء أمينة رزق وفاطمة رشدي من السينما المصرية كما تعلقت بملكات الجاذبية والاغراء ريتا هوارث وانجريد برجمان ولانا تيرنر من هوليوود وأمضت "مارلين مونرو الشرق"، والراهبة 32 عاما في محراب الفن، ثم تركته دون ان تتبرأ منه، واختارت أن تكون أما مخلصة وزوجة وفية في الظل فنجحت في أن تكون أما معطاء وزوجة وفية، ولكنها أبدا لم تعش لحظات واحدة في الظل. دخلت الى عالم الفن من الباب الخلفي، باب الكومبارس، كانت تقف أمام الكاميرا، فتاة رشيقة شقراء جميلة وتتقاضى جنيهين أو ثلاثة، وعاشت في غرفة تقتات فتات الطعام، ولكنها لم تتذمر ولم تفقد الامل، فقد كانت تحلم بالغد المشرق، ولعل أروع ما في مشوار هند رستم، أنها لم تتكبر على دور ولم تضع شروطا من أي نوع في بداياتها سوى أن يكون العمل كبيرا ويضم نجوما لامعة، ولم تساوم مع أي منتج، حتى أننا نراها في مشهد صامت في أحد ملاحم السينما الغنائية، وهو فيلم "غزل البنات "،حيث ظهرت فيه وهي تركب الخيل خلف الكروانة ليلى مراد أثناء غناءها أغنية اتمخطري يا خيل قدمت مع احمد بدرخان قدمت "عايزة أتجوز " ومع بركات "رسالة غرام " وشاركتها في هذه الأفلام أهم نجمات السينما المصرية فاتن حمامة وسامية جمال ومريم فخر الدين، وقدمها حسن الأمام في فيلم "الملاك الظالم " عام 1954 في مشهد وحيد، ويبدو ان مخرج الروائع حسن الامام كان قد انتبه إلى موهبة وإمكانات هذه الفنانة المتفردة، ففاجأها بان كتب لها خصيصا فيلم "بنات الليل" الذي عرض 1955 والذي شاركها فيه البطولة الفنان كمال الشناوي وأغرى نجاح الفيلم مخرج الروائع حسن الإمام لإنتاج فيلمين آخرين لهذه النجمة التي اخترقت قلوب المشاهدين، فانتج واخرج لها فيلم " الجسد" ثم"اعترافات زوج " وقالت الفنانة الراحلة عن فيلم الجسد" كانت بداية النجاح في فيلم "الجسد " الذي نجحت فيه كممثلة إغراء من الدرجة الاولى وعبرت فيه بصدق وبكل حواسي دون إفتعال عن شخصية الدور الذي قمت به في الفيلم، وإعترف الجميع لي بالتفوق والنجاح الملكة.. هو اللقب الذي منحته لها السينما المصرية، ومملكتها هي الاغراء على الشاشة لم يكن إغراء هند إغراء العري، بل إغراء الاثارة عبر الطريق الصعب طريق الرقة والدلال والجاذبية والسحر التي تشد بها المرأة قلوب الرجال، وبالاغراء إرتفعت هند في سماء الفن.. وحملتها الشهرة فوق السحاب حتى أطلقوا عليها لقب "ملكة الاغراء"، ورغم ذلك فان لقب "ملكة الاغراء" لا يسعد هند رستم، حيث ان هذا اللقب ظلمها لانه يوحي بان صاحبته تتربع على عرش الانوثة والاغراء فقط وهذا يظلمها كفنانة لعبت أدوارًا متنوعة تعتمد على المقدرة التمثيلية وليس على المواهب الجسدية. زوجها إلتقت بالمخرج حسن رضا، صاحب القلب الدافىء وتزوجا ولكن سرعان ما دب الخلاف بينهم وحملت منه إبنتها "بسنت ". وأراد أن يكيد لها فأنكر بنوته لبسنت وإشتد النزاع بينهم.. وبحثت عن العدل في أروقة المحاكم، وكان العدل بطيئا، ولكن في النهاية أخذت حقها وردت العدالة لها إعتبارها، وثبتت بنوة إبنتها بسنت لأبيها.، ثم تزوجت مرة أخرى بعد أن وصلت مرحلة النجومية من طبيب مصري الذي عاشت معه سنوات طويلة حتى وفاته وإرتمت في بحر الفن الزاخر بالعطاء، أعطت للفن كل طاقاتها أصبح الفن بالنسبة لها هو الحياة بعينها، وهو وسيلتها للاعتلاء بالذات. الجوائز حصلت على جوائز عالمية وشهادات تقدير على دورها في عدة أفلام منها دورها في فيلم" باب الحديد "، كما حصلت على شهادة تقدير عن فيلم "نساء في حياتي" من مهرجان فينسيا عام 1957 وجائزة النقاد عن فيلم "الجبان والحب"، وكما كرمت من جمعية العالم العربي بباريس،و جائزة السينما التي رفضتها لاعتقادها أن مثل هذه الجوائز تعتمد على المجاملات، وايضا بعد عرض فيلمها "باب الحديد" في مهرجان برلين السينمائي طلبتها السينما الالمانية لتعمل فيها، ولكننها رفضت لانها ترى ان مجدها تحت سماء مصر أعز من كل مجد سواء تحت سماء اوروبا الرمادية. او غيرها. وفاتها توفيت هند رستم يوم الاثنين.. بتاريخ 8 8 2011 إثر اصابتها بأزمة قلبية.. عن عمر يناهز 82عاما..