تنوعت أسماء الصحافة الفكاهية ما بين أسماء تحمل دلالات تعبيرية معينة أو أسماء وهمية ليس لها معني أو اسم يقصد به شيء والبعض راح يسمي المجلات بأسماء الحيوانات وحملت أسماء أخري »غرابة شديدة« ليس لها معني أو دلالة.. وإن كان أول هذه الأسماء مجلة »أبونظارة« التي أصدرها يعقوب صنوع فهي تحمل اسما اشتهر به صاحبها الذي كان يرتدي نظارة تميزه عن أقرانه الشيخ محمد عبده والإمام جمال الدين الأفغاني.. وقد شجع الانتشار السريع وزيادة التوزيع البعض علي إصدار المجلات الفكاهية مستخدماً أسماء الحيوانات فصدرت مجلة بغل المعشرب سنة 1898 لصاحبها حسين زكي وهي مجلة فكاهية استخدمت أسلوب السجع والزجل واعتمدت علي الديالوج الحواري ولاقت القبول لفترة ثم توقفت ثم كانت مجلة »حمارة منيتي« اعتمدت علي أسلوب الفصحي في الكتابة وصدرت في تواريخ مختلفة من عام 1898 إلي عام 1899 ثم من عام 1900 إلي عام 1908 واستمراراً لهذا النهج في اسماء المجلات الفكاهية كانت مجلة »الحمارة« التي صدرت 1904 مجلة أسبوعية فكاهية.. واستخدم عبدالرحمن الهندي الشهير بالدندي اسم الحمارة في إصدار مجلة باسم »عفريت الحمارة« مجلة أسبوعية فكاهية باسمه عام 1905 ولم تستمر فترة طويلة لضعف الموارد المالية وتوقفت بعد ذلك. وقد استخدمت أسماء الحيوانات المرتبطة لدي البعض ببعض الصفات التي توصف لبني البشر فالشخص كثير الكلام يطلق عليه بغبغان أو يطلق علي الانسان سريع الحركة »القرد مثلا فكانت مجلة أبوقردان التي صدرت في 1924 مجلة ظهرت فيها الرسوم الكاريكاتيرية بشكل جيد بعيدا عن الاستعانة بالرسوم الأجنبية بعد كتابة تعليقات تحمل الطابع المصري أصدرها محمود رمزي نظيم.. بعدها بعامين 1926 أصدر محمود طاهر العربي مجلته الشهيرة »الغول« مع كاتب الفكاهة بديع خيري وهي التجربة التي لم تستمر طويلا.. ثم كانت بعض المجلات الأخري التي حملت أسماء الحيوانات الوطواط التي صدرت في 1930 ومخلب القط في 1935 وهي مجلة فكاهية داخلية داخل مجلة روزاليوسف استخدمت لزيادة توزيع المجلة بعد تأثر توزيعها نظرا لموقفها من حكومة الوفد وقد انتهت المجلة الداخلية بعد زوال الهدف من الإصدار.. واستمرارا لحالة الأسماء الغريبة استخدم الصفات للتعبير عن الأسماء فكانت مجلة »المجنون« في 1912 مجلة هزلية عصرية أسبوعية مجنونة »زربونة« هاجمت المجلة مظاهر الفساد والإقطاع بشكل مستتر وساخر خفيف.. وفي عام 1924 صدرت »مجلة العفريت« مجلة فكاهية مصورة لصاحبها عبدالحميد نجيب قناوي وأخذت شكل الجريدة بقطع الجريدة المعروف عكس مجلات الفكاهة المتداولة في ذلك الوقت.. وأخذت أسماء الصفات الإيجابية فصدرت مجلة »الشجاعة« ذات الأسلوب الجاد تحمل السخرية من الأوضاع السياسية والاجتماعية لصاحبها السيد عارف عام 1908 وانتشارا لظاهرة »الحفاة« أصدر اعلي هانيب عام 1904 مجلة »الحافي« وبعد عام واحد أصدر السيد محمود أبوالفيض مجلة »البهلول« عام 1905 وخرجت اسماء المجلات الفكاهية من حيز استخدام اسماء الحيوانات والصفات الي جانب آخر وهو اسماء الأشياء ذات الدلالات القوية مثل مجلة »السيف« لصاحبها أحمد عباس عام 1910 برئاسة تحرير حسين شفيق المصري وكذلك »مجلة المسامير« عام 1915 والتي أعادت الصدور عقب انتهاء الحرب العالمية الأولي لصاحبها »السيد عارف« صاحب مجلة الشجاعة وكانت مجلة المسامير كما أطلقت علي نفسها »جريدة رسمية لنشر الفكاهة الأدبية« واستخدمت الأسلوب الحواري الهادف في كشف كثير من النواقص التي تدور بين المرشحين أثناء الانتخابات.. وفي عام 1926 صدرت »المطرقة« حتي عام 1943 لصاحبها »أحمد شفيق« التي امتازت بالنقد اللاذع طويل اللسان مما دفعها إلي المصادرة أكثر من مرة كما أن محرريها كثيرا ما كانوا يساقون للتحقيق واستطاعت اجتذاب العدد الكبير من القراء وإن كانت تفتقر إلي الرسوم الكاريكاتيرية معتمدة علي أسماء محرريها أصحاب الشعبية الكبيرة علي رأسهم بيرم التونسي وعبدالسلام شهاب أبو بثينة ومحمد مصطفي حمام واستمر هذا النهج في اختيار الأسماء للأشياء للتعبير عن المجلات الفكاهية فكانت اصندوق الدنياب مجلة شعبية صغيرة لصاحبها بهي الدين عقل التي أصدرها في قريته امطوبسب وفيها صدر أكثر من مجلة تخصص أبوابها لطلبات الزواج »الأرياف والصريح«.. واستمرت الأسماء في التطور بعض الشيء حتي وصلت الي حالة خاصة استخدمت فيها المجلات الفكاهية الأسماء التي لا تعني شيئا محددا ولكن تعبر عن حالة في محطة معينة وتنوعت الأسماء لتحمل أحياناً أسماء تراثية أو استدعاء لشخصية تراثية مرتبطة لدي وجدان القارئ بشيء معين كما شملت أسماء المجلات الفكاهية تجارب خاصة لأصحابها. علي العكس تماماً فقد شهدت الصحافة الفكاهية في الفترة من 1900 إلي 1950 حالة رواج شديد في الإصدار وعدد العاملين بها.. إلا أنه في فترة ما بعد 1950 حدثت حالة كساد تماما وتوقفت الصحافة الفكاهية وعانت بعض المجلات الفكاهية من مشاكل مالية كبري نهاية إلي التوقف التام، وحدثت حالة من التخبط الواضح وظهرت محاولات ضعيفة لم يذكرها التاريخ لعدم الاستمرار أو لضعف المنتج الفني بها.