برايسى اتشينيكى الرواية تحتفظ بمكانتها، لكن القصة القصيرة تزدهر، هذا ما أجمعت عليه الكثير من دور النشر الإسبانية، الكبيرة منها والصغيرة، والتي التفتت مؤخراً لجودة المجموعات القصصية فأقدمتْ علي نشرها ولاقتْ نجاحاً وحقق بعضها حلم البيست سيلر. تغيرتْ النظرة السائدة عن القصة القصيرة، انها نوع أقل، أو كما يقول البعض إنها معمل الروائيين. توقفتْ العبارات التي كان يطلقها القصاصون أنفسهم " عندما تقول إنك تعيش من لا شيء، فهذا يعني أنك تعيش من القصة"، وبالتالي لم يكن غريباً أن تطلب المجلات من روائيين كتابة قصص لنشرها فيما يسمونه" قصص الصيف" دون أن يطلبوا ذلك من قصاصين، والسبب بكل وضوح شهرة الروائي (الذي لم يشتهر أصلاً بكتابة القصة). لم يختف بعد سؤال الصحفيين والناشرين لمن يصدر مجموعة قصصية : ومتي الرواية؟ لكنه تراجع. ولم يعد مطروحاً في المقالات النقدية حول المجموعات القصصية عبارات من قبيل: " لقد أثبت الكاتب تفوقه في مجال الخيال القصير، ولا ينقصه الآن سوي القفز للمنطقة الأكثر طموحاً" وكأن القصة نوع أدبي لا طموح له. يكفي الآن أن تنظر لأرفف المكتبات ومناضدها لتشعر أن القصة في مرحلة أخري ربما لم تشهدها من قبل، مرحلة تشبه الازدهار. هناك دور نشر كبري تخلت عن خوفها الذي ساد فترة طويلة من أن القصة لا تبيع، وظهرتْ دور نشر صغيرة تضع نشر القصة كهدف أول من أهداف الدار. بعض القلق لا يزال يسيطر علي دار مثل سييكس بارّال، لكن ذلك لم يمنعها من نشر عدد من المجموعات من بينها مجموعة لإجناثيو مارتينيث دي بيسون وأخري للأمريكي دون كيري وثالثة لويلز تاور. وعن المكان الذي تشغله القصة في كتالوج الدار، قالت إلينا راميريث مديرة سييكس " لم نتوقف عن نشر القصة لأن الأدب الجيد لا يعرف النوع" لكنها أكّدتْ أيضاً أن "القصة صعبة البيع". وعن أهم ما نشرته لهذا الموسم، صرّحتْ " كلمة الأخرس" وهي مجموعة للكاتب البيروفي خوليو رامون ريبيرو ، بالإضافة لمجموعة " مات الرب" لدون كيري، وأوضحت أن الكتاب الأخير حمل تصنيف "رواية" لأن تصنيفه الأصلي في أمريكا a novel in stories وهو ما لا يجد له مقابلاً في الإسبانية، وتشرح راميريث أن القصة الرئيسية تفترض موت الرب، ومن هذه القصة تخرج بقية قصص المجموعة. وختمتْ الناشرة أن "القصة القصيرة في حالة جيدة جداً، عكس ما كان متوقعاً من أن الأزمة الإقتصادية والرهان علي القيمة سيعيقان حركتها، ولهذا هناك دور تهتم بهذا النوع الأدبي بشكل خاص". من بين هذه الدور، وربما أهمها، تبرز دار باخيناس دي اسبوما paginas de espuma ، التي صرح مديرها خوان كاسامايور أن "القصة لا تعيش في حالة ازدهار كبير، لكن عدد قرائها في ازدياد، فهي نوع أدبي له عشاقه الذي يشترونه ويقرأونه" . جدير بالذكر أن باخيناس دي إسبوما تعيش من القصة القصيرة منذ أكثر من 10 سنوات. دار أخري هي مينوس كوارتو menoscuarto والتي نشرتْ مؤخراً قصصاً مختارة لكارمن لافوريت كما تضمن كتالوج النشر اعادة نشر أعمال الكاتب الكبير دانييل سوييرو. أما دار tropo فتولي كل اهتمامها للكُتّاب الجدد رغم أنها دار صغيرة. دار أناجراما anagrama ، وهي إحدي أهم الدور الكبري بعد بلانيتا وألفاجوارا، ولت اهتمامها أيضاً للقصة ونشرتْ مؤخراً القصص الكاملة للتشيلي الشهير روبيرتو بولانيو، كما نشرتْ مجموعة برايسي إتشينيكي الأخيرة، والكتاب الأول لإيلوي تيثون، ومجموعة سيرخي بامييس وكيم مونثو، اللذان صارا بيست سيلر. ورشحتْ دار texto preمجموعة " المدينة المشردة" للقاص خي.إم. كونخيت لقراءات الصيف، وهي تضم 8 قصص مكثفة. ويختم كاسامايور كلامه أن السبب في هذه الطفرة في القصة القصيرة في إسبانية وأمريكا اللاتينية يرجع للإبداع الأدبي نفسه، فهناك قصاصون من مختلف الأجيال، يتجاورون ويتعايشون معاً، بالإضافة لمشاركة المرأة بقوة في هذا السباق وظهور أسماء مهمة مثل بيلار أدون،صاحبة مجموعة" الشهر الأكثر قسوة" والتي نفذت طبعتها الأولي في خلال شهر، والثانية في خلال أسابيع.