في مواجهة المدخل الرئيسي لقصر ثقافة قنا، تقع مؤسسة "تنويره" للتنمية الثقافية التي تحمل علي عاتقها كما يظهر من اسمها- مسئولية إنارة الفكر ونشر الثقافة. "تنويره" هي أول مؤسسة ثقافية مستقلة في قنا، اعتمدت علي أموال شخصية وجهود ذاتية خالصة، وتقدم مختلف الأنشطة: ورش عمل، أمسيات شعرية، ندوات ثقافية، عروض مسرحية، حفلات غنائية، إنشاد ديني، رعاية مواهب، مكتبة، مرسم، وعروض سينمائية. هدفها هو الأخذ بأيدي الموهوبين في شتي مجالات الإبداع، لإنشاء جيل من المبتكرين، والارتقاء بالوعي الثقافي للمجتمع القنائي، معتمدة في ذلك علي الأفكار والجهود الشابة، حيث أن كل مجال تم إسناد مهامه إلي أحد الشباب المتميزين فيه. مكتبة "تنويره" تحاول تلبية رغبات روادها القرائية، وتنقسم إلي جزءين؛ الأول مكتبة مفتوحة لرواد المؤسسة، والثاني ركن القراءة المغلق لمن يريد القراءة في هدوء، وليست القراءة مطبوعة فحسب، وإنما تتوافر أيضا الكتب المسموعة والإلكترونية وغيرها. للفنون حظ وفير أيضا، حيث يتم تنميتها بورش فنية متخصصة، في كل المجالات الفنية، سواء كانت أركت، خزفا، رسما علي الزجاج، مبادئ رسم، طباعة، أشغالا فنية، تصويرا، فنا تشكيليا، صلصالا، أو نسيجا، ولا حدود لعمر أو مستوي فني في ذلك، فالمؤسسة تسير خطوة بخطوة لتصل بروادها إلي درجة يمكن معها أن يطلق علي كل منهم فنانا موهوبا أو مبدعا مبتكرا، مع مساعدتهم علي تسويق منتجاتهم من خلال المعارض الفنية التي يقيمونها ويحضرها نخبة من الأساتذة والمتخصصين والمهتمين بمجال الفن. وفي الفنون، لا تبتعد اللغة العربية كثيرا أيضا، فالقسم يهتم بأحد فنونها الأصيلة، وهو فن الخط العربي، من خلال تنظيم ورش عمل لتحسين الخط وكذلك لتعلم كافة أنواع الخطوط. بجانب الأدب والعلم، لابد من الارتقاء بحس الإنسان، وهو الذي تحققه بدرجة كبيرة الموسيقي، حيث تتنوع الأنشطة والخدمات في هذا الشأن، فهناك ورش متخصصة في تدريب السمع، والصوت، والموسيقي، عزف علي آلات موسيقية، تعلم قراءة وكتابة النوت والمعزوفات الموسيقية، ومن خلال تلك الورش والتدريبات سيتم اكتشاف الموهوبين ويمكن ضمهم لفريق المؤسسة الموسيقي، وتنظيم حفلات غنائية وحفلات للإنشاد الديني. وعلي رأس كل ما سبق، يأتي أبو الفنون المسرح، فهو قادر علي التأليف بين عناصر فنية متعددة، ولذلك هناك اهتمام بتقديم العديد من الأنشطة فيه، من بينها ورش مسرحية ملحق بها عروض، اختبارات أداء للمواهب، استضافة لعروض مسرحية، والاشتراك في مهرجانات فنية متنوعة. أما مساء الأربعاء من كل أسبوع، فهو موعد عشاق الفن السابع مع "نادي السينما" الذي يعرض أحد الأفلام، يطرح بعدها للمناقشة والتعليق، كما يتضمن ورش عمل في السيناريو والتصوير والإخراج السينمائي وإقامة الندوات وإنتاج الأفلام القصيرة للشباب ليتم عرضها وتسويقها في المهرجانات الفنية المختلفة، بهدف زيادة المساحة الثقافية والخيال والوعي لدي الشباب. ومن لم يستهوه كل ما سبق، يمكنه أن يجد ضالته في أحد البرامج المهمة التي تتبناها المؤسسة وهو "التنوير التكنولوجي"، والذي يعمل علي رفع كفاءة الشباب في مجالات مثل الجرافيكس والملتيميديا والويب، وغيرها من المجالات التي تتناسب والتقدم التكنولوجي المذهل في الفترة الحالية، بهدف إعداد الشباب وتأهيلهم لسوق العمل من خلال التدريب العملي وإعداد المشروعات.