لا زلت مهتما ب " هيئة الكتاب " باعتبارها أكبر وأهم دار للنشر في العالم العربي ، وأن الحفاظ عليها بل ودفعها لتكون الأفضل والأقوي هو هدف يجب أن يسعي إليه كل مخلص للثقافة المصرية بل والعربية ، ولذا فإن علي كل منا حين تقوم الهيئة بعمل إيجابي أن يذكره ويحييه ويشد علي أيدي الذين أنجزوه. وهنا لا أتأخر في القول بأنني لا بد أن أشد علي أيدي الذين قاموا بتنظيم معرض كتاب هذا العام ، وأن الإقبال الشديد علي زيارة المعرض بهذه الإعداد الكثيفة لهو دليل ظاهر ودلالته تصب في أن حسن التنظيم كان هو الأساس الذي قام هذا النجاح عليه . ومع ذلك فإنه لابد أن أعود خطوة لأذكر المنابر الثلاثة أسبوعية " القاهرة " ،و شهريتي " إبداع " و " عالم الكتاب " وما جري لها من تطوير وصل بالنسبة لعالم الكتاب إلي خلقها من جديد والعودة بها من الموات الذي عانته لسنوات ، إلي الحياة التي بدت عليها في العدد الجديد في حلة قشيبة ( !! ) وروح جديدة تجعل أي مثقف مصري يفخر : نعم أصبح لدينا الآن مجلة للكتاب تصدر عن هيئة الكتاب بقيادة شابة ضمت محمد شعير وأحمد شافعي وأمير زكي وأحمد اللباد الذي نقل تصميمه هذه المجلة إلي مستوي لا يقل عن مستوي المجلات العالمية. ثم أن إعادة صياغة " إبداع " لتظهر بهذا المستوي من مادة منتقاة وتبويب متميز ولمسات فنية قامت بها كتيبة محمد المنسي قنديل وطارق إمام وعمرو الكفراوي وأعتقد انه لو استمرت إبداع علي هذا المستوي ستستعيد قارئ المجلة الأدبية ما سوف ينعكس علي أرقام التوزيع الأمر الذي سيحتاج لوقت أرجو أن لا يطول . ويمكنني أن ألاحظ المجهود الكبير الذي يبذله سيد محمود وهو يحاول تجديد دماء القاهرة خاصة ان المجاملات التي اعرف انها كانت تفرض علي صلاح عيسي جعلتها تبتعد عن أن تكون مجلة ثقافية خالصة بل كنا نري فيها من السياسة والاقتصاد والتاريخ ما يجعل قارئها يتوه بين الأعمدة التي يشرق بعضها ويغرب بعضها الآخر. ولكن هل الإشادة بهذه الانتفاضة التي هزت هذه المنابر ودفعتها للتقدم يجعل أي شخص يلمس من قريب أو بعيد هذه القامات التي تركت مسئوليته في هذه المجلات ؟ الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الرائد ذو الدور الهام في انتفاضة الشعر الحديث الذي كان أحد الأعمدة الكبيرة التي قام عليها هذا الشعر الحديث ؟ كما أنني سأكون مجروح الشهادة في قيمة ومقام الصديق الشاعر الذي يفخر جيل السبعينيات بعطائه الشعري المميز ؟ المؤرخ البارز صلاح عيسي الذي يمكنك أن تقضي سنوات من عمرك وأنت تقرأ باستمتاع مجلدات أعماله التي راوحت بين العصور والشخصيات والأحداث ؟ أقول ذلك ، مع التنويه بأن العبد الفقير لم يكن له أي ندوة أو مشاركة من أي نوع في أنشطة هيئة الكتاب هذا العام ، بل انه حتي لم تصلني دعوة زيارة للمعرض الأمر الذي كنت أتلقاه منذ أكثر من ربع قرن، ما عدا هذا العام ، كما أنه ليس لي أي كتاب لا في سلسلة الأسرة أو أي سلسلة أخري ، تصدر عن الهيئة وإنما أقول هذا الذي يرضاه ضميري . وهأنذا أدخل عش الدبابير اليسارية المتطرفة لأسأل هل هذه الانجازات يمكن أن تقوم إلا بتخطيط واختيار وتبني لهذه المواهب المصرية إلا باحتضان من جابر عصفور الذي هو بالنسبة لي المثقف الكبير قبل أن يكون وزير الثقافة ؟، وأحمد مجاهد الذي تصبح شهادتي في حقه مجروحة بسبب صداقة العمر مع والده مصطفي مجاهد ، متعه الله بالصحة والعافية ؟.