عن دار الآداب صدرت مؤخراً رواية "طوق سر المحبة" للكاتب المغربي عبد الإله بن عرفة. تتناول الرواية سيرة ابن حزم، والفترة التاريخيّة المتقلّبة التي عايش فيها سقوطَ الخلافة الأمويّة في الأندلس وظهور ملوك الطوائف. لكنّ رسالة ابن حزم التي تركها لنا هي وصيّتُه لكي نحكِّم الحبَّ في حياتنا مهما يكن حجمُ المعاناة. لقد كان ابن حزم خصمًا فكريًّا وسياسيًّا صلبًا لكثير من أهل عصره وغيرهم، لكنّه ثبت علي ما يعتقد، وفي الأخير رحل وهو يهمس لنا في رقّةٍ صادقةٍ وصراحةٍ نادرة أنّ أسمي شيء هو الحبّ. كما تطرح هذه الرواية جذور الصراع الذي حصل بين المسلمين وأوروبا المسيحيّة حول هدم مدينة كومبوستيلا وكاتدرائيّتها من قِبل الدولةِ العامريّة الناشئة علي أنقاض الخلافة الأمويّة، وقضيّة مسجد قرطبة اليوم حين عمدتْ أسقفيّةُ قرطبة إلي الاستيلاء عليه وتغيير اسمه إلي "كاتدرائيّة قرطبة"، وتعمل من أجل تغيير هويّته الحضاريّة والروحيّة التاريخيّة رغم كونه مسجّلاً باعتباره مسجدًا علي لائحة التراث الثقافي العالمي. من أجواء الكتاب: "أيّها المحبّ، كيفما كنت، ومن حيثُما أتيت، تعال.. تعال إلينا، دَعِ الحبَّ يفعلُ بك ما شاء... ويُحِيلُكَ هباءً يَتَنَسَّمُه كلُّ عاشقٍ في الكون. دَعِ الحبَّ يأتي، فمهما فعلتَ فستري أنَّ العشبَ يَنْبُتُ علي رَوْثِ الدَّوابّ. احْتَرِقْ بِالحبّ أيّها العاشق، وَعُدْ رَمادًا بين الأَحجار، لا تُبَالِ، فَمِنَ الرَّمَادِ تُولَدُ شَرارةُ العِشق. سِرْ علي الأرض هُوَيْنًا، وتَذَكَّرْ أنّك تمشي علي أجساد العاشقين قبلَك، فأرواحُهم لا زالت تسكنُ هذا الكون الفسيح، وقلوبُهم لا زالت تَرْجُفُ بحكايات حُبِّهم القديمة. فلا تُسرعْ، ستجد الحبَّ علي الطريق. ومهما أخطأتَ وأذنبتَ، فنحن نَقْبَلُكَ في رُبوعنا، تعالَ إلينا، فكلُّ يومٍ هو يومُ لقائِك، وكلُّ حضورٍ هو موعدُ إتيانِك. ليس للحبِّ وقتٌ سوي الحب".