يمثّل وثيونجو، الكاتب الكيني البارزة، صورة ناصعة للأدب الأفريقي المنحاز لهويته، المدرك تمامًا لتاريخ بلده والآثار السلبية للاستعمار التي لا تزال كينيا تدفع ثمنها. هو أيضًا الكاتب الأفريقي الأكثر شهرة في العالم الغربي والذي رُشح من قبل لجائزة نوبل، وربما ينالها ذات يوم، فلو حدث ذلك سيكون حدثًا عظيمًا قد يلفت الانتباه بقوة لأدب مميز لم ينل حقه في الانتشار. يعمل وثيونجو في عالم عجائبي، شديد الاتصال بالواقع، لكن الواقع هنا معروض من وجهة نظر تنتصر للفن لا للتوثيق، فتناول الديكتاتورية والقمع لا يأتي من منطقة النقد اللاذع ولا المنشور السياسي، بل بأفكار فانتازية تعكس، من ضمن ما تعكس، ألم الإنسان الفرد ومعاناته مع هذه النظم القاسية. إنه الإدراك التام بالفروقات بين العمل الروائي والبحث السياسي، بين الفن والرصد التسجيلي. لذلك، تمنح روايات ثيونجو قدرًا كبيرًا من المتعة والمعرفة، بقدر ما تكشف تاريخ بلد مهمَّش وقع فريسة للاستعمار ثم عاني من النظم الاستبدادية. هنا نلقي الضوء علي ثيونجو، نطمح إلي أن نقدم صورًة عنه من خلال حواراته التي تكشف لنا فكره وفنه، مع جزء من إبداعه، وكتابات نقدية عنه، ربما تلفت النظر للأدب الأفريقي عامًة وأدبه بشكل خاص. أ.ع