توصيات كبيرة ورصينة للمؤتمر العام لأدباء مصر نتمني ألا تضاف إلي قائمة طويلة من توصيات سابقة غير مفعلة ، وطرح لمشكلات حقيقية منها قضايا الأجور للمسرحيين وقضية مسرح السامر والمقابل المادي لمشاهدة العروض المسرحية،وتعدد اللوائح المالية داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة، ووعود براقة كان أكثرها في مجال المسرح نتمني أيضا ألا نفاجأ العام القادم بأنها وعود مجانية، ومواقف ثابتة منها رفض كافة أشكال التطبيع مع العدوالصهيوني . هذا هو حصاد جلسات وموائد المؤتمر في دورته التاسعة والعشرين التي قدمت وفاء واجبا لاسم الكاتب المناضل قاسم مسعد عليوة بأن حملت اسمه وخصصت له إحدي موائدها المستديرة التي تميزت بالإنسانية وبحضور مميز لمحبيه وأصدقائه ولم تخل من معلومات تاريخية تستحق التسجيل عن الفترة التاريخية التي كان اليونانيون يعيشون فيها بين أهل بورسعيد،يتبادلون معهم الخبرات فيأخذون منهم ويؤثرون فيهم، وهي الجلسة التي حضرها د.عماد أبو غازي رئيس المؤتمر ، والشاعر سعد عبد الرحمن الرئيس الأسبق لهيئة قصور الثقافة، والكتاب: أحمد رشاد حسانين، محمد العباسي، إسماعيل بكر, محمود إسماعيل, محمد الشافعي, فرج مجاهد, محمد عبدالله الهادي. واكد من خلالها الشاعر سعد عبد الرحمن أكذوبة دعم الدولة للثقافة والدور الكبير الذي لعبه قاسم لاستمرار مؤتمر أدباء مصر. المؤتمر الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د.سيد خطاب حمل هذا العام عنوان " الأدب وثقافة الاختلاف" تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور وأمانة عامة للكاتب مصطفي القاضي ونظمته الإدارة المركزية للشئون الثقافية الشاعر محمد أبو المجد ، باستضافة من محافظة اسيوط ومحافظها اللواء إبراهيم حماد في الفترة من 25:23 ديسمبر، ولم يجدد المؤتمر في توصياته المطلب الذي طالما تسبب في وضع سيف الإلغاء علي رقبة المؤتمر وهو تحديد ميزانية خاصة للمؤتمر الذي يدور القائمين عليه علي المحافظات كل عام وتظل موافقات المحافظين معلقة حتي تتكرم محافظة باستضافته، وهو السبب الذي يؤدي غالبا إلي تأخير انعقاده حتي اللحظات الأخيرة من العام، وهي واحدة من توصيات مؤتمر العام الماضي الذي اضطرت الهيئة إلي اقامته علي نفقتها بقصر ثقافة الجيزة، إضافة إلي توصيات كثيرة لمؤتمرات الأعوام السابقة لم يتم تفعيلها، وهو مايجعلنا في منتهي الواقعية وأبعد مانكون عن التشاؤم ونحن نؤكد علي أمنياتنا بأن تتحقق الوعود التي تبذل، وأن تخرج التوصيات إلي حيز التنفيذ مادامت ممكنة. فقد جاءت التوصيات الخاصة لمؤتمر 2014 تحمل المطلب الذي لم ييأس الجميع من المطالبة به وهو الاهتمام بسيناء وغيرها من المحافظات الحدوية، بوضع سياسات ثقافية ممكنة التحقق، تسمح لأدباء مصر ومثقفيها بالقيام بدورهم التنويري الفعال، وهو تماما المطلب الذي كان يمكن تحققه لو سار برنامج " ثقافة الحدود" الذي بدأته هيئة قصور الثقافة عام 2012 . اما عن الوعود التي أعلنها الدكتور سيد خطاب فقد جاء معظمها في جلسة "المسرح القومي ..آفاق جديدة" وهي الجلسة التي شارك فيها الكاتب محمد حافظ، د.محمد عبد الله حسين، د. حسام عطا، أحمد أبو خنيجر، الفنان محمود الحديني، وأدراها الكاتب الصحفي يسري حسان وقد امتدت الجلسة لساعات وأسفرت عن إعلان واضح من الدكتور سيد خطاب بعودة مسرح بلدية طنطا إلي الهيئة ، وهو الموضوع الذي كانت قد اثارته اخبار الأدب تحت عنوان " تحويل مسرح بلدية طنطا إلي أوبرا رفاهية" كما أعلن خطاب موافقته علي عودة مهرجان مسرح الطفل، وإقامة مهرجان خاص بالمسرح واعدا بمضاعفة البنية اساسية التي تركها الشاعر سعد عبد الرحمن من مسارح متنقلة وأجهزة صوت وإضاءة وأكد عودة مسرح الشارع والمقهي ، واكد انه فوجيء ان الهيئة تتعامل بلائحتين ماليتين إحداهما قديمة والأخري جديدة، مؤكدا زيادة ميزانية المسرح، كما أكد أنه جاري التجهيز لعمل 6 موائد مستديرة تتضمن ممثلين من فرق الأقاليم و المسرحيين لتحديد المشكلات التي تواجههم، وكان الحديني قد أثار اكثر من قضية منها تحويل مسرح الخديوي إسماعيل الذي أُطلق علية المسرح الفرنسي إلي "بوستة"، مطالبا وزارة الآثار باسترداده وتحويله مرة أخري إلي مسرح لما له من تاريخ آثري عظيم، كما اثار قضية مسرح السامر الذي أهملته وزارة الثقافة وتركته بدون ترميم رغم انه يفوق المسرح القومي جمالا وقيمة. وأعرب أحمد أبو خنيجر عن استيائه لإعتبار أنشطة الثقافة الجماهيرية سرية لأنه لا يوجد لها الدعاية الكافة، وطلب باعادة النظر في إدارة المسرح بالهيئة، والخروج بالمسرح إلي الشوارع والنجوع والقري وطالب أيضا بقيمة رمزية لدخول عروض مسرح قصور الثقافة وهو مايكفل دخلا يضمن الإنفاق علي تلك العروض والمسارح ويضمن تعامل الجمهور بجدية أثناء حضور العرض ، وأوضح د. محمد عبد الله حسين أن انهيار المسرح أتي من انهياره في المدارس والجامعات، كما وجه النقد إلي المسرح التجاري، وطالب الكاتب المسرحي محمد ناصف المحافظات بتحمل استضافة الفرق المسرحية، والبيت الفني للمسرح بدفع الأجور للفنانين، مؤكدا عودة عرض العمل المسرحي مرة أخري لمدة 20 يوماً.